جاء كلام المبارك في ندوة حوارية بعنوان : ثقافة الاختلاف بين المعوق والتطبيق حضرها لفيف من مثقفي الأحساء. حيث شدد في محاضرته على أن بداية التغيير نحو ثقافة اختلافية إيجابية في مجتمعاتنا يأتي من القبول والاعتراف بحق الاختلاف لكل فرد ومجتمع في مختلف التوجهات والمجالات ، وهذا ماسيعطي كل فرد في المجتمع الاحتفاظ بقناعاته وآراءه تحت قاعدة الاحترام المتبادل والتعايش المشترك فتصبح القاعدة الأساسية لترسيخ ثقافة الاختلاف في قالبها الصحيح والمتين الذي سيضفي على الأوطان والمجتمعات الحصانة ضد التفرق والتشرذم .
وأشار المبارك في بداية حديثه أن الاختلاف سنة وناموس طبيعي أراده الله ترسيخه في هذا الكون بما في ذلك عالم البشر لكي يكون عاملاً فاعلاً للتفاعل والتعاون والرقي فيما بينهم .
وتحدث المبارك عن نشأة وحدود وأنواع الاختلافات وطبيعتها ودورها في خلق ثقافة الأختلاف ، وأوضح مستوى التباين الحاصل بين مفهومي الخلاف والاختلاف ، وكيف أن كثير من الاختلافات الموجودة على ساحاتنا العربية والإسلامية تحولت إلى خلاف تفتك بالمجتمعات والأوطان .
وشدد من جهة أخرى على في فكرة تأصيل في ثقافة الاختلاف بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية والغربية حيث قال : أن المجتمعات العربية والإسلامية استخدمت إرادة الاختلاف بدل إدارة الاختلاف حيث أفضى ذلك إلى توسيع فجوة الاختلاف وترسيخها بقالبها السلبي بدل ترسيخها بقالبها الإيجابي، وقد لعبت وسائل الإعلام الدور الأكبر في هذا المجال ، بينما وجدنا قدرة المجتمعات الغربية المتناهية في إدارة الاختلاف واستيعابها بدل من التركيز على إرادة الاختلاف ، فاستطاعوا تجاوز هذه الحالة بالتركيز على إدارة الاختلافات بدلاً من إرادة الاختلاف وتوجيهها التوجيه السليم الذي يخدم مجتمعاتهم و يرتقي بأوطانهم .
وتحدث المبارك عن عنصر مهم من عناصر ترسيخ مفهوم السليم لثقافة الاختلاف في المجتمعات وهو عامل التربية والنشأة التي يمكن التركيز عليه خصوصاً في تربية جيل الشباب الذي يمثل الشريحة الكبرى من مجتمعاتنا ، فتصبح هذه الأجيال قادرة على إدارة اختلافاتهم بشكل سليم خاصة مع وجود الإرادة الصادقة للوصول لهذه القناعة .
ونبه المبارك أن مثل رواج مثل هذه الثقافات تحتاج من الزمن والصبر الكثير لما ستواجهه من عقبات وصعوبات على كل الأصعدة والمستويات .
وشدد المبارك على أن مستوى قدرتنا على إدارة خلافاتنا بمختلف توجهاتها هو ماسيحافظ على تماسك مجتمعاتنا وأوطاننا تحت مظلة الاحترام و التسامح والسلام والتعايش المشترك .
بعد ذلك بدأت المداخلات من الأخوة الحضور وشارك كل من الأستاذ إبراهيم ال مبارك ومحمد السلمان وعلي الدريهم وواصل الفضل وعبدالله الجاسم على موقع المطيرفي والفنان التشكيلي المهندس عادل الوايل .
وفي ختام اللقاء قدمت إدارة المنتدى شهادة شكر وتقدير للضيف العزيز على قبوله الدعوة كما قدم الناشط الاجتماعي وجدي ال مبارك شكره الحار لمدير منتدى بوخمسين الثقافي الشيخ عادل بوخمسين وإلى المشرف عليه الأستاذ عباس المعيوف ..