في الماضي وحتى الثمانينيات كان رجال الأحساء يجتمعون في الساعات الأولى من صباح كل يوم يتبادلون الأحاديث وأخبار الحي ( الفريج )، فيما كان يعرف باسم جلسة "شاي الضحى" حيث كانوا يجتمعون في أحد المنازل بالتنسيق فيما بينهم ،ويكون على شكل دوري بينهم . عدستة " الإخبارية مباشر " زارت أحدى الجلسات التي تشبه نوعا ما جلسات شاي الضحى .
يقول الأستاذ عبدالرحمن ين سعد البوشل ، متقاعد من شركة الكهرباء السعودية " سكيكو " أن فكرة الخيمة التي أعدها منذ سنوات مأخوذة من جلسات " شاي الضحى "، إلا أنها تختلف تماما من ناحية " برتوكول " الاستقبال ، مؤكدا أنه يستقبل زواره بعد صلاة الظهر من كل يوم سبت ، مشيرا الى أنه درج في استقباله رجال الحي ، كما كان والده يعمل مع جيرانه قبل عشرات السنين، أن التزاور بين رجال الحي، ظاهرة شهدت تنامي في الآونة الأخيرة .
أحمد محمد الصليبي أحد رواد خيمة " البوشل " قال لأن تجمع رجال الحي ، ظاهرة جميلة تنم عن تقارب قلوب الناس وديا ، وكسرا لظاهرة استخدام الجوال النقال بما يقدمه من خدمات التواصل الاجتماعي ،ويشاركه الرأي الأستاذ إبراهيم بوسبيت، الذي قال :أن اجتماع جيل الشباب بجيل من سبقه ،تمثل فائدة قيمة من عدة نواحي،حيث التخاطب المباشر وتبادل المعلومة بين جيلين مختلفين في نمط حياتهما.
صالح محمد السعيد هو الآخر متقاعد من شركة ارامكو وزميله عبدالرحمن بوحليم ،يؤكدان أن خيمة البوشل ،خلقت بين رجال الحي روح التقارب وتبادل ما ينفع من معلومة ، عن أسر الحي ومن خلالها يعرف من هو المريض منهم مثلا فتتم زيارته أو المحتاج فنقوم بمساعدته ، فالجلسة التي يتخللها حديث الساعة والمجتمع ، تعتبر مبادرة من أبو سعد للجميع .
عبدالرحمن السالم متقاعد من شركة سكيكو ومعه سعود الشهاب المتقاعد من مشروع هيئة الري ، قالا بأنهما يحرصان على حضور خيمة البوشل السبتية ، كونها تجمع رجال الحي لأنها ومن خلالها نتكلم عن كل شيء عن الحي وبيوته وما يدور فيه من مشاكل وأفراح وأتراح".
وبين الصليبي لـ " الإخبارية مباشر " أن الجلوس في الخيمة تشكل بالنسبة جلسة شعبية ، أفضل بكثير من الجلسات في ببهو الفنادق والكابتشينو بكوب الشاي، وهذا ينسحب على طبيعة الأحاديث والقصص، فبعد أن كانت تنصب الاهتمامات بالنواحي الاجتماعية المحضة انتقلت إلى الكلام عن الموضة والسفر والسياحة وصولاً إلى دهاليز السياحة.
محمد الجوهر ومحمد الشريدة قالا أنهما يتمنيان أن يتم تبادل الزيارات فيما بينهم ، ولا يكون الحال في مكان واحد ،حيث أشار الجوهر أن ظاهرة تبادل الزيارات قد قلت في الآونة الأخيرة وذلك بسبب ظروف البعض وانشغال البعض الأخر ، مما جعلها تنحسر على شخصيات لدى أبناء الإحساء بعكس ما كان عليه في السابق بين عشائر المجتمعات الأحسائية .
وفي الختام يرى عبدالرحمن البوشل أن تمسكه باستقبال زواره في الخيمة ، موضحا أن جيلها في هذا الزمن، يعود لأسباب أهمها المحبة بين القلوب وتقرب رجال لبعضهم البعض ، والقضاء على روتين التواصل من خلال الهواتف النقالة ، والقضاء على وقت الفراغ واصفا زواره الذي يستقبلهم بالقهوة العربية ويودعهم بطيب البخور ،بأنهم يمثلون شريحة من المجتمع الواعي والمثقف المتحضر .