وسط حضور رفيع المستوى من الشركاء والجهات والمنظمات الدولية المعنية بتقديم العون للاجئين السوريين المعتمدين في الأردن ، وزخم إعلامي محلي وعربي ودولي ، وحضور أمني أردني رفيع المستوى ، شارك سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور / سامي بن عبد الله الصالح ، في حفلٍ أقامته الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين ممثلة بمديرها الإقليمي في كل من الاردن ولبنان وتركيا سعادة الدكتور / بدر بن عبد الرحمن السمحان ،ومتابعة من سعادة مدير مكتب الحمله بالاردن الاستاذ سعد المهنا ، وذلك في المستشفى السعودي الجديد بمخيم الزعتري , بمناسبة يوم المرأة العالمي ، أشرف على تنظيمه المدير الإداري للعيادات السعودية في المخيم الأستاذ / معتز رواشدة وقدمته عريفة الحفل الإعلامية شادية الزغّير من وكالة بث السعودية للأنباء .
هذا وقد أطلق سعادة السفير نواة مبادرتين لاهالي المخيم الأولى صحية بعنوان ( امنحني حياتا بلا مرض ) وهو برنامج وقائي طبي علاجي لمرض الجرب الذي بدأ ينتشر وبشكل كبير في مخيم الزعتري.
والثانية : اجتماعية بعنوان برنامج ( سنارة للاعمال اليدوية ) والذي يهتم بالمرأة السورية المنتجة في مخيم الزعتري ، وذلك تكريماً للسيدات السوريات اللاجئات في المخيم ، بمناسبة يوم المرأة العالمي.
حيث حضر الاحتفال من الجانب السعودي : سعادة الملحق العسكري العقيد سليمان بن حمد العسكر ومسؤول الشؤون السياسية والاسلامية بالسفارة السعودية بعمّان سعادة المستشار / ماجد الشراري وسعادة المستشار / ابراهيم الخريف وسعادة مسؤول الشؤون الاعلامية المستشار / محمد بن عايد البلوي.
كما حضر الحفل ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الاردن اندرو هاربر و القائم بأعمال سفارة سلطنة عُمان بالأردن المستشار حمود الوهيبي ، وحضر من الهلال الأحمر الإماراتي نائب قائد فريق الإغاثة سيف محمد بن سليمان والوفد المرافق.
وحضر من الجانب الأردني : قائد وحدة أمن وحراسة مخيمات اللاجئين السوريين العقيد أحمد المناصرة ونائب مدير شرطة المفرق العقيد جهاد القضاة ومدير مخيم الزعتري المقدم عبد الرحمن العموش ورئيس قسم العلاقات العامة والاعلام الأمني الرائد صلاح الشرفات ونائب رئيس مركز أمن المخيم النقيب محمد بني عامر وكبار ضباط الأمن العام بالمفرق ومخيم الزعتري .
كما حضر الاحتفال رئيس هيئة الاغاثة الاردنية الشيخ محمد علي الخالدي ورئيس مجلس القبائل والعشائر السورية في الاردن الشيخ علي مذود الجاسم , والمهندس الحر هيثم يونس السويداني عضو امانة سر رابطة قبيلة شمر نائب مدير مكتب اربد لهيئة حوران الاسلامية (عطاء) .
هذا وألقى سعادة السفير كلمة عن دور المرأة في المجتمع بشكل عام والمرأة اللاجئة السورية بشكل خاص تكريما لدورها وتحملها بصبر قسوة الصقيع وظلمة المكان وتساقط الامطار على اجساد صغارها وهي تبحث لاهثة لتدفئة قلوبهم الصغيرة والذين هربوا من آلة قتل النظام الوحشي .
حيث قام مسؤول الشؤون السياسية والاسلامية بالسفارة السعودية بعمّان سعادة المستشار / ماجد الشراري بتسليم نص كلمة سعادة السفير الصالح كاملة حيث شملت خمسة أوراق عمل ، للاعلامي بسام العريان مدير مكتب وكالة بث السعودية بالأردن والمسؤول عن الملف الاعلامي للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا والناطق باسم الحملة ، ليقوم بدوره بتوزيعها على كافة الجهات الإعلامية الحاضرة لتغطية الحدث .
نص كلمة سعادة السفير :
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة
الأخوة والاخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد رفع الاسلام مكانة المرأة وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه فالنساء شقائق الرجال والمرأة في طفولتها لها حق الرضاع والرعاية وإحسان التربية ، وهي في ذلك الوقت قرة العين وثمرة الفؤاد لوالديها واخوانها .
وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة التي يغار عليها وليها ويحوطها برعايته ،وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة من الله ، وميثاقه الغليظ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار وأمنع ذمار وواجب على زوجها إكرامها والاحسان إليها ، وكف الاذى عنها ،وإذا كانت أما كان برها مقرونا بحق لله تعالى وعقوقها والاساءة اليها مقرونا بالشرك بالله والفساد في الارض.
وإذا كانت أختا فهي التي أُمر المسلم بصلتها ، وإكرامها والغيرة عليها وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة ، وإذا كانت جدة أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها وأحفادها وجميع أقاربه فلا يكاد يرد لها طلب ولا يسفه لها رأي ، هي الأم التي أعدت جيلا طيب الاخلاق عظيم التضحيات والبطولات والتطلعات وهي جامعة الحياة .
هي الاخت صاحبة رسالة توارثتها جيلا بعد جيل ونسجت خيوطها من الوفاء وعهدا لا انفصال فيه ولا انفصام ، وهي الجدة التي غرست في الارض ابتسامة وأمل وصنعت تراثا من الوجود التاريخي والحضاري لأجيال تتناقله عبر العصور وظلت احد اهم ركائز تطور المجتمعات وتحضرها ، وهي الزوجة ورفيقة الحياة وعبقها الدائم المتجدد هي المرأة مهما تبدلت أدوارها ظلت بروحها واحدة تجمع كل الصفات ( الصبر والحنان والحب والاحساس والطاقة والانوثة والكبرياء الزاهد والطيبة المتواضعه ) .
هي المرأة في يوم عيدها ، ماضية للامام بخطوات مؤمنة بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية ومتسلحة بكل ما اوتيت من قوة وعلم ومعرفة . ولعلنا في إحتفالية يوم المرأة العالمي نقف احتراما وتقديرا للنساء السوريات اللواتي قدمن التضحيات للحفاظ على نسيج الاسرة السورية في مواقع الشتات وتحملت بصبر قسوة الصقيع وظلمة المكان وتساقط الامطار على اجساد صغارها وهي تبحث لاهثة لتدفئة قلوبهم الصغيرة .
فكانت وستظل الأم التي تبني جيل عظيم الاخلاق والتضحيات وستظل حارسة الأجيال في هجرتها ولجوئها وشتاتها حاضرة ومتقدة لغرس بذور الاستقرار والتشييد لدى عودتها للوطن لتمحو من صغارها ذاكرة تلك الايام التي عكرت صفو اسرتها بضخ عبير حنانها ونثر ورود عطفها لصغارها للعيش مجددا في بستان عطفها.
الحضور الكريم :
منذ بدايات الأزمة السورية كان الموقف السعودي واضحاً وقويا وحازما فالرسالة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للنظام السوري مع انطلاقة شرارة الثورة الشعبية في درعا دعت الى توخي الحكمة والاستجابة بسرعة لطموحات وتطلعات الشعب السوري المشروعة وتجنب العنف وقالت المملكة كلمتها بوضوح وصراحة فكانت سلسة المواقف المشرفة للقيادة والدبلوماسية السعودية التي أكدت أن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري الشقيق لا يمكن قبولها وأن المملكة العربية السعودية لا يمكنها التخلي عن التزامها الديني والاخلاقي إزاء ما يرتكبه النظام من انتهاكات فظيعة.
وعندما اصطدمت الجهود الدولية بالفيتو الروسي – الصيني في مجلس الأمن كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول من أعلن إدانته لمنع مجلس الأمن من القيام بمسؤولياته ، وقالها بكل شجاعة وجرأة أم الثقة في الأمم المتحدة قد اهتزت .
وأكدت المملكة أنها ستكون في مقدمة أي عمل لمساندة الشعب السوري الشقيق وإرسال بعثة سعودية للوقوف على احتياجات اللاجئين السوريين الذين هربوا من آلة قتل النظام الوحشي الى تركيا ولبنان، كل هذه المواقف والاجراءات تؤكد مصداقية ونبل الموقف السعودي من الأزمة في سوريا ، وانحياز المملكة للشعب السوري الشقيق في مطالبه الوطنية العادلة وحقه في اختيار نظامه السياسي .
ومثلما كانت المملكة سنداً لكل الشعوب العربية للمنعطفات التاريخية والازمات الصعبة ، فانها تتصدى اليوم لمسؤوليتها في الدفاع عن الشعب السوري الشقيق من منطلقات التزامها الديني والاخلاقي والانساني .
الحضور الكريم :
كانت أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله – واضحة وجلية بالتدخل العاجل لتلبية احتياجات المرأة السورية في مخيمات النزوج بالتخفيف من حدة المعاناة التي طالتها واسرتها وذلك من خلال الحملة الوطنية السعودية لنصرة الاشقاء في سوريا ، فكانت توجيهات سمو المشرف العام على الحملة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز بتنفيذ التوجيهات على ارض الواقع فسارعت الحملة بإنفاذ (11) برنامجا اغاثيا للاطفال السورين في مناطق النزوح في الداخل ومواقع تجمعات اسرهم بمخيمات اللاجئين في الاردن ولبنان وتركيا بتكلفة اجمالية بلغت 14,651,666,67 أربعة عشر مليون وستمائة وواحد وخمسون الفا وستمائة وستة وستون دولار وسبعة وستون سنتاً ، حيث قامت الحملة بتنفيذ برنامج لقاحات الاطفال والادوية والمستلزمات الطبية الخاصة بفصل الشتاء للاسر السورية النازحة داخل سوريا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بتكلفة بلغت 2,107,000 مليونان ومائة وسبعة الاف دولار ، وسارعت الحملة الى كفالة دراسة 3 الاف طالب سوري في المراحل الدراسية في لبنان بتكلفة 2,100,000 مليونان ومائة الف دولار ، كما تم تقديم كافة المستلزمات الشتوية بشتى انواعها وتوزيعها على الاطفال المهجرين داخل سوريا بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بمبلغ إجمالي 6,450,000 6 ستة ملايين وأربعمائة وخمسون الف دولار ، وتقديم 600 الف شنطة مدرسية بتكلفة بلغت 2,400,000مليونان وأربعمائة الف دولار ، وتعمل الحملة حاليا على اطلاق عدد من البرامج الصحية والاجتماعية الخاصة بالمرأة والطفل لتسهم بالقدر الذي يخفف من وطأة المعاناة في اوساط النازحيين السورييين.
وقد بلغ إجمالي التبرعات النقدية والعينية ضمن برامج غذائية وطبية وإيوائية وتعليمية وجسور برية وجوية (207,759,852,80) مئتان وسبعة ملايين وسبعمائة وتسعة وخمسون ألأف وثمانمائة واثنان وخمسون دولار وثمانون سنتاً .
ايها الحضور الكريم :
اسمحوا لي ان اغتنم الفرصة بإطلاق مبادرتين
الاولى : صحية بعنوان ( امنحني حياتا بلا مرض ) وهو برنامج وقائي طبي علاجي لمرض الجرب الذي بدأ ينتشر وبشكل كبير في مخيم الزعتري. والثانية : اجتماعية بعنوان برنامج ( سنارة للاعمال اليدوية ) والذي يهتم بالمرأة السورية المنتجة في مخيم الزعتري .وسيتم عرض هذان البرنامجان بشيء من التفصيل من قبل الاخوة المنفذين .
الحضور الكريم :
ختاما أود هنا أن أشيد بالدور الذي قامت به الحكومة الاردنية وتعاونها غير المحدود مع الحملة في تسهيل أعمالها من خلال تقديم الدعم الاداري والقانوني والتسهيلات الجمركية من أجل إيصال المساعدات التي يقدمها المجتمع السعودي لأشقائهم السوريين .
كما نقدم الشكر والإشادة للهيئة الأردنية الهاشمية ومنظمات الأمم المتحدة الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني لتفعيل امكانيتها ووضعها تحت تصرف الحملة من خلال الشراكات الناجحة في تقديم العمل الإنساني .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته