أكد المستشار الأسري الدكتور خالد الحليبي خطورة التسرع في ردود الفعل، وذلك خلال محاضرة له في مركز سايتك في مدينة الخبر، الذي يقيم ملتقى "نرعاك" الثاني، بهدف دعم أمن واستقرار المجتمع من خلال استقرار الفرد والأسرة ، وشدد الحليبي على أن ضرب الطفل دون العاشرة حرام شرعاً، مشيراً إلى أن التمهل ست ثوانٍ قد يقي الإنسان ارتكاب جريمة.
ويقول المستشار الأسري الدكتور خالد الحليبي إن ضرب الطفل الذي لم يكمل 10 أعوام من عمره "حرام" شرعاً، وآثم من يضربه حتى لو كان أبوه أو أمه.
وأوضح الحليبي في محاضرة له خلال اليوم الثاني حول الذكاء العاطفي أنه كاد يكون هذا الحكم الشرعي في حرمة ضرب الطفل محل إجماع علماء المسلمين، لولا أن قلة قليلة من العلماء يرون جواز ضرب الطفل في حالات "محدودة جداً"، وليس على الإطلاق.
وتحدث "الحليبي" خلال المحاضرة عن أهمية السنوات العشر الأولى في حياة الطفل قائلاً: "كثير من أطفالنا يعيشون في زنازين، لا في بيوت آمنة"، وأن السنوات الأولى هي التي تحدد مستقبل أطفالنا.
مبيناً أن الذكاء العاطفي متجدد بحسب البحوث التي لم تتوقف حوله حتى اليوم، وخصوصاً أنه لم يكتشف إلا منذ عقدين من الزمان فقط.
وأشار إلى خطورة ما يتعرض له الأطفال في أفلام الكرتون التي تحمل مضامين سلبية، محذراً من أفلام الرسوم المتحركة قائلاً: "لدينا مشكلة في الوطن العربي، تكمن في عدم إنتاجنا أفلاماً للرسوم المتحركة منضبطة بثقافتنا"، وأن كل ما يوجَّه لأبنائنا مدبلج، و70 % منه منتج أمريكي بمعتقداتهم وأفكارهم ومنطلقات من ينتجها، والبقية أُنتج بين اليابان وكوريا.
ووجّه حديثه للآباء قائلاً: "نحن لا نربي أبناءنا، بل يربيهم معنا كثيرون، مثل التلفزيون ووسائل التقنية كالألعاب، ووسائل التواصل الاجتماعي"، وهي تشكّل خطورة على مستقبل الأبناء ما لم يلتفت الآباء إلى ضبطها.
وقال: "معدل السجناء في السعودية أقل من المعدلات العالمية بكثير، ولا شك أن ما ينتج عن استقرار الأسرة ينعكس بصورة محسوسة ومباشرة على حالة الأمن العام في المجتمع. والعكس صحيح. فأي خلل في بنية الأسرة ينتج عنه خلل في تصرفات أفرادها تجاه المجتمع، ومتى ما استقرت الأسرة تراجعت أعداد المساجين، وتضاءل عدد وحجم المشكلات".
وأشار إلي أنه من واقع الخبرة الميدانية في قطاع السجون والاحتكاك المباشر يتضح أن نسبة كبرى من نزلاء السجون يعانون من تدني مستوى الاستقرار داخل أسرهم؛ إذ من الثابت لدى الأخصائيين الاجتماعيين من خلال دراسة بعض الحالات أن السبب في اعتياد بعض المجرمين السجون ناتج من خلل داخل الأسرة، أو خلل في المجتمع المحيط بهم. مؤكداً أن انتشار دور علماء الاجتماع له آثار إيجابية على أمن المجتمع، وخصوصاً إذا ساند الإعلام جهودهم.