أوصت ورشة عمل السياحة الزراعية التي نظمتها اللجنة الزراعية بغرفة الأحساء بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والاثار بضرورة تسهيل إجراءات منح التراخيص والقروض لمشاريع السياحة الزراعية مع مراعاة خصوصية الأحساء في نوع التملك ومساحة الحيازة بحيث يتم إعطاء التراخيص والقروض لأصحاب الملكيات الحـرة والأوقاف وأصحاب العروق والمستأجرين والشركاء بالإضافة إلى تعديل مساحات المزارع بحيث يتم إعطاء التراخيص والقروض لمساحة (5) دونم وأكبر. وأكدت الورشة التي عقدت يوم الخميس 9 رجب 1435هـ الموافق 8 مايو 2014، بقاعة الشيخ عبدالعزيز العفالق بمقر الغرفة، وحضرها عدد كبير من المسؤولين والمستثمرين ورجال الأعمال والمزارعين، على دور السياحة الزراعية في تعزيز وتنويع مصادر الدخل للمزارع من خلال إيجاد صناعة سياحية زراعية متميزة بما يحقق عائداً ربحياً جيداً للمزارعين ولا يتعارض مع المحافظة على مساحة الرقعة الزراعية والمياه الجوفية والبيئة العامة بالأحساء. ودعت الورشة ضمن توصياتها إلى دراسة النسبة المئوية من الحيازة الزراعية التي يتم السماح بإقامة المشاريع السياحية عليها بما يتناسب مع واقع واحة الأحساء، وضع نماذج تصاميم للاستراحات تعطي طابع الهوية العمرانية والزراعية للواحة وتتناسب مع مساحة الحيازة والقدرة المالية للمستثمرين وكذلك إعطاء ترخيص عضوية وسياحية زراعية من الهيئة العامة السياحة والاثار للحصول على تمويل من صندوق التنمية الزراعية على أن يتم صرف القرض قبل تنفيذ المشروع. كما أوصت بتكوين فريق عمل من الجهات الحكومية المختصة يعمل يوم في الأسبوع في مقر هيئة السياحة والآثار بالأحساء لتسهيل دراسة طلبات المستثمرين في مجال السياحة الزراعية، تصميم برامج إعلامية ووضع الشروط لجميع الجهات المختصة في موقع واحد للحصول على تراخيص وقروض إقامة مشاريع سياحية زراعية، دراسة وضع آلية لتحسين الطرق الزراعية التي تخدم القطاع السياحي الزراعي بالتنسيق بين الجهات ذات العلاقة. كما نادت بضرورة الاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية في تعزيز مستوى السياحة الزراعية، دراسة إمكانية تمويل السياحة الزراعية من قبل الصناديق الاستثمارية في البنوك التجارية بالإضافة إلى ضرورة التنسيق بين أمانة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والاثار بالأحساء في ما يتعلق بالتعامل مع الاستراحات والنزل الريفية. وكانت الورشة التي استهلها الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز النشوان أمين عام الغرفة مرحباً بالحضور، مبيناً دور السياحة الزراعية بوصفها إحدى أهم مبادرات الهيئة العامة للسياحة والآثار لتطوير صناعة السياحة الوطنية من خلال دعم زيادة الرحلات السياحية للمناطق الريفية والزراعية في المملكة وما يتحقق منها من عوائد اقتصادية واجتماعية على المواطنين في تلك المناطق، مؤكداً على فرص الأحساء الكبيرة في تمكين السياحة الزراعية كخيار استراتيجي اقتصادي تنموي مهم للمنطقة، خاصة مع وجود حقول النخيل وتوافر المزارع في المدن والقرى، وهو ما يسهل فرص نجاحها. وأوضح المهندس صادق بن ياسين الرمضان رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة أن الورشة تشتمل على تقديم أربعة أوراق عمل وعرض تجربة عمل ناجحة بمشاركة أكثرمن 17 جهة حكومية وعامة، املاً أن تنجح الورشة في تسليط الضوء على فرص استفادة الأحساء من مبادرة السياحة الزراعية وتوظيفها لخدمة المجتمع المحلي وتحفيز المزارعين على الدخول في هذا النوع من السياحة وتنشيط مشروعاتها لتصبح من بين أهم المنتجات السياحية المحلية. من جهته، أكد الأستاذ علي الحاجي مدير عام الهيئة العامة السياحة والآثار بالأحساء على فرص نجاح السياحة الزراعية في واحة الأحساء التي تعد أكبر واحة نخيل في العالم، مرجعاً سبب ذلك إلى كون منظومة "التجربة السياحية المتكاملة" متوفرة في الأحساء، فهي تمتلك عدداً ضخماً من المزارع والمنتجعات الزراعية والاستراحات، كما لا تزال مزارع الواحة تحتضن فلاحين حقيقيين يمارسون مهنة الفلاحة، مبيناً أن السياحة الزراعية نمط سياحي هام يتطلب تفاعل ومشاركة جميع جهات ومكونات المجتمع. وفي بداية أوراق العمل التي شهدتها الورشة وأدارها الأستاذ عدنان العفالق عضو اللجنة الزراعية بالغرفة، تناول الأستاذ عبدالله بن مشبب القحطاني مدير مشروع السياحة الزراعية بالهيئة العامة للسياحة والآثار، تعريف السياحة الزراعية وأهدافها وأهميتها وما تقدمه من خدمات للسائح، متطرقاً لمجالات وفرص تفعيل السياحة الزراعية والاشتراطات الفنية والمتطلبات اللازمة للانضمام إلى المشروع الذي يهدف إلى تنمية الحركة السياحية الداخلية والإسهام في إثراء تجاربها المحلية ودورها في تنويع مصادر الدخل الإضافية للمزارعين وخلق فرص عمل لسكان المناطق الريفية وتمكين المزارعين من تطوير برامج ومنتجات وزيادة الوعي البيئي والحفاظ على الثروة الحيوانية والنباتية. من جهته، قدّم المهندس سليم بن صالح العيد من صندوق التنمية الزراعية بالمنطقة الشرقية في الورقة الثانية استعراضاً حول دور الصندوق في تعزيز السياحة الزراعية، معدداً الشروط والضوابط المطلوبة لمنح قروض التمويل لمشاريع السياحة الزراعية، مبيناً أن فرع الصندوق بالمنطقة الشرقية لم يقم حتى الان باعتماد أو صرف أي قرض تمويلي لمشاريع السياحة الزراعية بالمنطقة. وفي الورقة الثالثة، طرح المهندس سعيد الخرس تجربة أمانة الأحساء في تنظيم عمل الاستراحات والنُزل الريفية متناولاً الاشتراطات والضوابط العامة المحددة بالتنسيق مع جهات الاختصاص لافتاً لتخصيص الأمانة نظاماً إلكترونياً للاستراحات والنُزل الريفية، يُعد الأول من نوعه في المنطقة الشرقية، داعياً لتعاون مُلاك الاستراحات وضرورة مبادرتهم بالتواصل لتعزيز فرص التشغيل بصورة تنظيمية سلسلة. من جانبه، استعرض المهندس محمد بن خالد النعيم، مدير إدارة صيانة المرافق المدنية بهيئة الري والصرف في الأحساء دور الهيئة في تنمية السياحة الزراعية بالواحة معرفاً بالجوانب السياحية في أعمال ومشاريع الري في الأحساء من بينها رفع كفاءة شبكة المياه وتوسعة الطرق الزراعية وتحقيق متطلبات البيئية وإزالة قنوات الري المكشوفة واستبدالها بقنوات مغلقة بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها الهيئة للمزارعين والتي تهدف إلى تحقيق الاستدامة الزراعية في واحة الأحساء. وفي عرض لتجربة ناجحة في مجال السياحة الزراعية والنزل الريفية، قدّم الأستاذ يوسف بن علي الزنيدي وهو مطور ومستثمر من مدينة عنيزة بالقصيم في مجال السياحة الزراعية تجربته، مبيناً أنه نجح في تحويل عدة مزايا نسبية كمزارع في تحويل مزرعة عائلته القديمة القائمة منذ عشرات السنين إلى استراحة زراعية ونزل ريفي تقليدي متميز خوّله الحصول على أول ترخيص لعضوية الهيئة العامة للسياحة والاثار على مستوى المملكة وذلك على الرغم من عدم حصوله على أية قرض تمويلي بل أتبع اسلوب التدرج في التطوير ليحول المزرعة من مشروع خاسر لمشروع لافت ورابح وعلامة فارقة في غضون أعوام قليلة فقط. وشهدت الورشة مشاركات ومداخلات واسعة أكدت في مجملها على أن التحدي الحقيقي يكمن في تقديم المزيد من التسهيلات في اشتراطات منح التراخيص وضوابط التمويل بالإضافة إلى التشغيل الذي يحتاج جهات احترافية تدير مثل هذه المزارع وتوفر خدمات متعددة فيها، عبر إيجاد الخدمات والنشاطات السياحية الزراعية المتنوعة التي يحتاج إليها النزيل دون عناء. يُشار إلى غرفة الأحساء قد قامت بتكريم جميع المتحدثين في الورشة، مثمنة تفاعل الجهات المشاركة ومداخلات الحضور.
وشارك في الورشة عدد من المتحدثين من عدة جهات من بينها :
-ورق عمل الهيئة العامة للسياحة والآثار بعنوان ( السياحة الزراعية ) قدمها الاستاذ /عبدالله بن مشبب القحطاني.
-ورقة عمل صندوق التنمية الزراعية بعنوان ( دور صندوق التنمية الزراعية في تعزيز السياحة الزراعية ) قدمها المهندس/ سليم بن صالح العيد.
-ورقة أمانة الأحساء بعنوان ( الاستراحات ) قدمها المهندس سعيد الخرس.
-ورقة عمل هيئة الري والصرف بالاحساء بعنوان ( دور هيئة الري والصرف في تنمية السياحة الزراعية بالاحساء ) قدمها المهندس / محمد بن خالد النعيم.
-عرض تجربة ناجحة قدمها الاستاذ/ يوسف بن علي الزبيدي من محافظة القصيم تحدث عن تجربته في مجال السياحة الزراعية والإيواء وغيرها.
الهدف الرئيسي من الورشة هو تسليط الضوء على فرص استفادة الأحساء من مبادرة السياحة الزراعية وتوظيفها لخدمة المجتمع وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية إضافة إلى تحفيز المزارعين على الدخول في هذا النوع من السياحة وتنشيط مشروعاتها لتصبح من بين أهم المنتجات السياحية المحلية.
من جانبه اوضح سعادة الاستاذ علي الحاجي مدير عام فرع السياحة بمحافظة الاحساء ان الورشة تتوافق مع مبادرة وجهود الهيئةُ العامة للسياحة والآثار وشركائِها من القطاع الحكومي الخاصة بالسياحة الزراعية الريفية التي ترتكز على قيام المزارعين والمستثمرين في هذا النمط السياحي، بتقديمِ عددٍ من الخدماتِ السياحيةِ بشكلٍ شاملٍ للسُّيّاح والزائرين، مثلَ خدمةِ الإيواء في الاستراحات الريفية المصنفة من الهيئة، وتسويقِ المنتجات الزراعية والحرفية والأسواق الشعبية، وتقديم خدمات الضيافة، ما يعزز مداخيل المستثمرين والمزارعين في هذا المجال ويخلق فرصَ عملٍ للمواطنين في المناطق الريفية. وأشار إلى أن هذا النوع من السياحة يسهم في بقاء المزارعين في مزارعهم وتطويرها لتصبح مصدر دخل إضافي جيد، علاوة على كونها توفر العديد من فرص العمل للموطنين سواء من خلال العمل في مزارعهم أو تقديم خدمات للسياح، ما يساهم في الحد من هجرة أهل الريف والزراعة إلى المدن ويعزز من قيمة ومردود نمط السياحة الزراعية ويساعد المزارعين في تسويق مزارعهم ومنتجاتهم.
يذكر أن الورشة، تأتي امتداداً لجهود غرفة الأحساء لتنمية السياحة الزراعية باعتبارها محوراً اقتصادياً مهماً يوفر الكثير من الفرص الاستثمارية للمزارعين لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، وكذلك تنفيذاً لتوصيات البيان الختامي لمنتدى الأحساء للاستثمار في نسخته الثالثة.
فيما تحدث المهندس صادق الرمضان رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الأحساء، إن توافر مقومات السياحة الزراعية في الأحساء يدعم فرص نجاحها ونموها بشكل كبير، مبيناً أن جهود تنظيم السياحة الزراعية ومبادرات تطوير قدرات المزارعين وإمكاناتهم وتسويق برامج السياحة الزراعية ستؤهلها لحصد المزيد من الاستحقاقات والنجاحات، خاصة مع وجود بنية تحتية زراعية سياحية متقدمة وكبيرة في الأحساء.