جدد أهالي مدينة العيون التابعة لمحافظة الأحساء مخاوفهم من آثار أكثر من " 41 " مصنعاً قائمة ، و 26 مصنعاً تحت الإنشاء في المدينة الصناعية شمال العيون تهدد حياتهم ، وتصيبهم بالأمراض بسبب الروائح الكريهة والغازات السامة والمزعجة ، وكذلك وجود مصنع شركة الأسمنت وغبار الكسارات و تفجيرات الصخور ، وما تسببة من أهتزازات للمباني ومصنع القار ، ومخلفات الدجاج في نفس المنطقة ، هذا وبناء على شكاوى عديدة ، توقفت صحيفة " الإخبارية مباشر" مساء أمس عند هذه الكارثة ورصدت عدستها الموقع من كل الإتجاهات في جولة ميدانية بالكلمة والصورة مناظر المياه الحمراء والخضراء والسوداء الملوثة والزيوت و مياه المجاري التي تخرج من تلك المصانع بدون رقيب أو حسيب ، وتهدد حياة الأهالي بالأمراض الخطرة ، وعدم تغطية مجرى الصرف الملوث ، رغم المطالب المتكررة طيلة سنوات مضت ، لتضع صورة الكارثة وعواقبها أمام الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها أمام الله أولاً ثم رحمة بهذه البشرية التي يداهما الأذى من كل إتجاه ، حيث يتم تصريف تلك المخلفات والمواد المسببة للأمراض إلى مجرى صرف تابع لهيئة الري والصرف يخترق عدة أحياء سكنية في المدينة ، مما يشكل تلوث بيئي صريح في وسط غياب المسئول ، في الوقت الذي يستغرب فيه الأهالي غياب دور إدارة المدينة الصناعية ، وحماية البيئة ، وحقوق الإنسان تجاه ما يحدث من تحدي للآدمية الأهالي وتهديدهم بأنواع الأمراض التي بدأت تضهر على عدد من المتضررين وخاصة أصحاب المنازل القريبة من المأساة ، و تقاعس و سكوت وصمت إدارة هيئة الري والصرف المسئولة عن مجرى الصرف ، والأمانة وغياب كلي للمجلس البلدي . حيث سبق و أن طالب الأهالي بحل جذري لهذه الكارثة ، وحصر أضرارها دون جدوى . وتحدث لـ " الإخبارية مباشر " وليد الشاهين يقول أستغرب غياب الجهة المسئولة وتحويل الأطراف المدينة الى مستنقعات تسهم في التلوث ، وإنبعاث الروائح الكريهة وتهديد حياة الإنسان دون أدنى مسئولية . وأضاف أذهب بأطفالي إلى مستشفى مدينة العيون كل ثلاثة أيام ولا تظهر بوادر على شفائهم بسبب هذه الروائح والغازات السامة . من جهته تساءل المواطن عادل البرازي إلى متى ونحن نعاني من هذه المياة الملونة والراكدة ، ومخلفات الزيوت والروائح السامة ، والتي سببت لنا الكثير من الأمراض ، وقال : أطلب من أمير الشرقية التدخل السريع لوقف هذه المخاطر وهذا التلوث الخطير على حياتنا . أما المواطن سلطان الشاهين فقال لـ " الإخبارية مباشر " نشعر بالكآبة والغبن بسبب تقاعس المسؤولين عن أسباب هذه الكارثة البيئية ، وبالخطر الذي يتربص بنا وبأطفالنا ، و عبر صاحب أحد المنازل القريبة جداً من موقع الخطر عن استيائه من الكارثة ، مؤكداً أن المنظر مؤلم جداً حيث أثناء الأمطار يرتفع منسوب المياة الحمراء والزيوت ويخشى على أنفسنا وأطفالنا من هذا التلوث ونفضل بقائهم في المنزل ونبعدهم عن الجلوس أمام الصرف الملوث و قال .. أتمنى إيجاد الحلول المناسبة في أسرع وقت . يذكر أن دراسة متخصصة قد حذرت من مخاطر تزايد معدلات التلوث الصناعي على الصحة العامة ، مشيرة إلى وفاة أكثر من مليوني شخص سنوياً بسبب التعرض للملوثات الصناعية ، فضلاً عن إصابة عشرات الملايين بأمراض خطيرة جراء هذا التلوث ، من بينها مرض الكورونا ، وسرطان الدم والرئتين ، وأورام الغدد الليمفاوية ، وضمور خلايا المخ ، والربو ، والالتهاب المزمن للشعب الهوائية ، هذا فضلاً عن أمراض العيون ، والأمراض الجلدية ، والتأثيرات السلبية على خصوبة الرجال وغير ذلك . كما كشفت الدراسات التي أجريت على عدد من المدن في شرق آسيا ، أن استمرار التعرض للملوثات الصناعية يزيد الحالات المرضية ومضاعفاتها لدى من لديهم أمراض مزمنة ، وأن الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثراً بالملوثات لضعف جهاز المناعة لديهم من هذه الروائح المزعجة ، وكان مجلس الوزراء قد شكل لجان في كل منطقة إدارية تتولى حصر جميع المصانع الواقعة خارج نطاق المواقع المخصصة للأنشطة الصناعية والوقوف عليها ، وجمع المعلومات والبيانات الخاصة بكل مصنع ، ودراسة حالة كل مصنع على حدة في ضوء المعلومات المتاحة ، واقتراح التوصيات والحلول المناسبة لمعالجة وضعه وتصحيحه وبقائه في موقعه أو نقله إلى الموقع المخصص لنشاطه .