وصف الناقد والكاتب محمد السحيمي الشاعر جاسم الصحيح بالفيلسوف خلال محاضرته " الوطن في شعر جاسم الصحيح " في منتدى بوخمسين الثقافي وقال الناقد الشعر أصعب من الفلسفة وهو الرهان الأخطر والفلسفة تأتي معه واستشهد بقول الأديب طه حسين " الشعراء هم قادة الفكر"الفكر مزيج من العقل والوجدان ثم استعرض نص للصحيح وقال إن الفيلسوف والشاعر تخلص من الأفكار السابقة في المقطع " استجوب النخل الطوال " والمقطع " وأنا غَرَسْتُكَ في التُّرابِ بِذاراَ" يتعمد غرستك وبذارة يغرس فكر وليس مادة والمقطع " وحَفَرْتُ فيكَ.. فكُنْ شفيعَ معاولـي " يحفر في الوطن يريد أن يعيد الوطن في الأرض للتخلص من القناعات السابقة وكررها بنداء وطني للتعريف بالضد والنداء المتكرر " وطني " تفكيك الأفكار السابقة " اعتمد أسلوب التعريف بالضد وجاسم طويل النفس وعميق الفكر هو أبو الطيب ابن المعري . من ينتقد الوطن أنت لست وطني ولا بدأ أن تسمعني يا وطني . الشاعر يعيش أزمة حقيقية والدولة ارقي من المجتمع والوطن الحقيقي يستمع لابناءه وهذه القصيدة يجب أن تدرس في التعليم ويعمل لها أوبريت . جاسم قاسي وجبار في اللغة . ثم جاءت مداخلة من الشاعر جاسم الصحيح قال فيها لا أحب أن احجر على رأي كلمة فيلسوف الشعر في حد ذاته. فيلسوف شعر وفيلسوف فكر فرق بينهم والشاعر يعيش لحظة مزاجية والوطن هو حالة مثالية وحالة حلم دائم الحلم لا يموت ويبقى الحلم ليس له حدود والوطن له حدود والوطن هو الكمال المطلق ودائما نبقى في حلم والمثقف يكون يساري والقصيدة قادمة من منطلق الحلم ومنطقة المثالية القصيدة هي هُمْ عَلَّقوكَ على السَّحابِ شِعاَراَ وأنا غَرَسْتُكَ في التُّرابِ بِذاراَ وحَفَرْتُ فيكَ.. فكُنْ شفيعَ معاولـي حين التراب يُعاَتِبُ الـحَفَّاراَ أَ تَضيقُ إنْ طاشَتْ سهامِيَ مَرَّةً.. ولَكَمْ حَرَسْتُكَ بالسِّهامِ مِراَراَ ! دَلَّلْتُ في نَغَمي هَواَكَ كأنَّني (نيسانُ) وَهْوَ يُدَلِّلُ الأزهاراَ دَعْني أُثَمِّن بالشِّجارِ محبَّتي.. أغلَى المحبَّةِ ما يكونُ شِجاَراَ ! وطني.. تُشاَغِبُني عليكَ عناصري كالعَظْمِ حين يُشاَغِبُ الـجَزَّاراَ دَأْبِي أُرَقِّقُ بالمجازِ حقيقتي حتَّى أُحيلَ من الغُرابِ هَزاَراَ طيرُ السلامِ يعيشُ في (دشداشتي ويُقيمُ وَسْطَ جيوبِها أَوْكاَراَ ! وطني.. وأقدسُ ما حَقَنْتُ بهِ دمي مَصْلٌ يُقاَوِمُ خنجراً غَدَّاراَ جَلَّ (العِقالُ) فما أنا بِمُساَوِمٍ فيهِ عِداَدَ خيوطِهِ أقماراَ فَلَكٌ على رأسي يدورُ مهابةً ونجابةً وكرامةً وفَخاَراَ أيُّ الكواكبِ بعد ضوءِ كواكبي أختارُ من أضوائِها سُمَّاراَ !!! وطني.. وليس على تضاريسِ الـمَدَى وَطَنٌ عليهِ الأنبياءُ(سَهاَرَى) ! فتَعاَلَ نكسر جَرَّةَ الغَيْمِ التي حَوَتِ الهمومَ، ونفضح الأمطاراَ ! لا سِرَّ بَعْدَكَ..أنتَ آخِرُ نجمةٍ طَيَّ السماءِ تُخَبِّئُ الأسراراَ وَطَنُ (النُّصُوصِ المدرسيَّةِ) لم يَعُدْ وَطَني، وإنْ أُلْقِمْتُهُ أشعاراَ ما العُودُ دون غِناَهُ غير جريمةِ الـ- الأخشابِ ساعةَ تَصْلِبُ الأوتاراَ ! صَدِئَتْ حجارةُ جِسْرِنا، وكأنَّما آنَ الأوانُ لنصقلَ الأحجاراَ وطني .. وذاكرةُ الطفولةِ لم تَزَلْ في حيرةٍ تستجوب الفَخَّاراَ من أنتَ ؟ وانتصبَ السؤالُ سفينةً .. من أنتَ ؟ وارتفع الشراعُ حِواَراَ : جَسَدٌ من الكثبانِ مَدَّ قوامَه عبر المكانِ مدائناً وقفاراَ ! والأرضُ (أَعْراَبِيَّةٌ)نَسَجَتْ لها بِيَدِ الهجيرِ عباءةً وخِماَراَ ! والأُفْقُ صَقْرٌ راح يقطفُ عُمْرَهُ من لَحْمِ عصفورٍ وعَظْمِ(حَباَرَى) ! لا يستطيبُ الصقرُ لُقمَةَ عَيْشِهِ حتَّى يَكُدَّ الرِّيشَ والمنقاراَ ! وطني .. أُفَتِّشُ في فصولِ دراستي فأَراَكَ أضيقَ ما تكونُ مَداَراَ : ما لم يَقُلْهُ (النحوُ)أنَّكَ (فاعلٌ) (رَفَعَتْهُ) أذرعةُ الرجالِ مَناَراَ ولعلَّ أستاذَ الخرائطِ حينما رَسَمَ الخطوطَ وحَدَّدَ الأَمْصاَراَ لم يَدْرِ أَنَّكَ لا تُحَدُّ بِرَسْمَةٍ كالشمسِ وَهْيَ تُوَزِّعُ الأنواراَ ما أنتَ يا وطني مُجَرَّدُ طينةٍ فأَصُوغُها لطفولتي تَذْكاَراَ حاشاَ .. ولستَ بِبُقْعَةٍ مربوطةٍ قَيْدَ المكانِ أقيسُها أمتاراَ بَلْ أنتَ يا وطني مدَى حُرِّيَّتي في الأرضِ حين أعيشُها أفكاراَ ! وهنا حدودُكَ في المشاعرِ داخلي : مقدارُ ما نحيا مَعاً أحراراَ مقدارُ ما نعطي الترابَ حقوقَهُ في المبدعينَ فيُبدع النُّوَّاراَ مقدارُ ما نَهَبُ البنفسجَ فرصةً .. يمحو الذنوبَ ويغسل الأوزاراَ مقدارُ ما (نَجْدٌ)*تهبُّ لِـ(ـعَرْضَةٍ)* فَتَدُقُّ (أَبْهاَ)*الطَّارَ والمزماراَ مقدارُ ما (الأحساءُ)*تحضنُ (طَيْـبَـةً)* في نخلةٍ حَمَلَتْ هَواَكَ ثِماَراَ هذي البلادُ وهذهِ أبعادُها حُبًّا يُضيفُ إلى الدِّياَرِ دِياَراَ وأَعَزُّ ما في الحبِّ أنَّ شقاءَهُ قَدَرٌ يُوَحِّدُ حَوْلَهُ أقداراَ !! وطني.. وكم خاَطَتْ شفاهَ حروفِها لُغَتِي.. فدَعْ لِيَ صمتَها الثَّرثاراَ أستجوبُ النَّخلَ الطِّوَالَ بِلَهْجَةٍ ثكلَى: لماذا لم تَكُنَّ قِصاَراَ ؟ هَمَسَتْ إِلَيَّ من(الخليجِ) محارةٌ تبكي.. وما أَشْجَى(الخليجَ) مَحاَراَ : للهِ ترتفعُ النخيلُ، ولم تزلْ تشكو إليهِ همومَها الكُفَّاراَ نَصْراً لِفَلاَّحِينَ– من أعذاقِها – قَطَفُوا التُّمورَ وعَلَّقُوا الأعماراَ ! وطني.. وما زال الغريبُ بِداخلي في التيهِ يفتضُّ الدروبَ عذارَى ! في أيِّ (بئرٍ) ألتقيكَ ، فلم أَزَلْ في رحلتي أَتَسَقَّطُ الآباراَ ؟ ذئبُ الحضارةِ كاد يعقرُ ناقتي ويُسَمِّمُ (العُلَّيقَ)و(الصَّبَّاراَ) وكأنَّما الصحراءُ تعلنُ موقفاً ضدِّي فتطلقُ رملَها إعصاراَ أُوتِيتُ من عطشِ الجِمالِ حريقةً ولَبِسْتُ من صبر الخيامِ دِثاَراَ (أسعَى) إليكَ على عزيمةِ (هاجَرٍ) وأُحِسُّ قلبيَ (طفلَها)الـمُنْهاَراَ فمتى تفيضُ (البئرُ)عنكَ ونلتقي : ظمآن صادَفَ (زمزماً)فَوَّاراَ ؟! واستطرد السحيمي بقوله بان الشعراء هم قادة الفكر خصوصاً في الوطن العربي لا سيما في المجتمع العربي لان الفلسفة بشكلها المباشر محاربه فنحن نمارسها بالشعر تقية فالشاعر يخلط العقل بماء الشعر ويعجنه او يفركه كما يفركه العجان لكي يصل لك بالسهل ليغزي به عقلك الباطن دون ان تشعر و هذا يملكه جاسم الصحيح . اراد السحيمي في امسيه ان يثبت صحت كلامه بوصف الصحيح فيلسوفاً فحول ان يطبق نهج الفيلسوف ريكارت على قصيدة الصحيح ( الوطن بأبجدية ثانية ) مستعملاً خطوات ريكارت الاربع الشهيرة وهي التخلص من الافكار السابقة ثم التحليل او تفكيك المشكلة إلى ابسط اجزاء بحيث لا تقبل القسمة على اثنين ثم تجميعها واعادة تركيبها من جديد واخيراً الاستنتاج بحيث يجعل المتلقي يستنتج عدة استنتاجات و استطرد في مطلع القصيدة هم علقوك على السحاب شعارا وأنا غرستك في التراب بذارا وعلق بأنه في هذا البيت استطاع ان يتخلص الصحيح من القناعات السابقة وكل ما يدور في رأسه ثم استطرد بعدة ابيات من القصيدة موضح بها احد خطوات ريكارد وغير ذلك بأن الصحيح استعاع في هذه القصيدة ان يجب على سؤال مهم ونحن في امس الحاجه له وهو ماهي الوطنية ؟ فهو يخاطب الوطن في هذه القصيدة ويرد منه ان يصغي له فقط ويبرهن ذلك ان نقدي لك لا يفسر عدم حبي لك فيدرك انه يحلم ويريد ان يطوف بحلمه حول الوطن يحقق حلمه الذي لن ينتهي فمثل هذا القصيدة من المفترض ان تدرس في التعليم ويعمل لها العديد من الاوبريتات والاعمال واضاف بأنه يمتلك نفس طويل و استطاع في جميع قائدة يمجمع بين الاستسقاء و درجة انه لا يجعلك تشعر بالملل ثم اطل الصحيح في احد المداخلات معلقاً بان كل شخص هو فيلسوف حياته وان القصيدة هي وصف لحالة مزاجية يعيشها الشاعر وان القصيدة تمثل فكرة الوطن لدي فهو حلم دائم لا يتوقف مهما وصل إليه من تقدم وتطور ثم قام الشيخ عادل بوخمسين رئيس المنتدى والمشرف عباس المعيوف بتسليم شهادة شكر للضيف الكريم على قبول الدعوة