طمأن خالد آل مريط "أخصائي نفسي معالج في مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام" اولياء الامور بشأن القلق المصاحب لفترة الاختبارات، مشيرا الى ان القلق يمثل روح الحياة ، معتبرا القلق دافع للإنجاز والتميز والإبداع ومنه تتفجر الطاقات الكامنة لمرحلة قبل الاختبارات.
وطالب خلال محاضرة بعنوان "تأثير القلق على حياتنا" بمقر الملتقى النفسي الاجتماعي مؤخرا، اولياء الامور بضرورة تهيئة الابناء لخوض تجربة الاختبارات قبل اسبوع من انطلاقتها، لاسيما وان تجربة الامتحانات جديدة لدى البعض و غير جديدة لدى البعض الاخر، الامر الذي يسهم نشوء نوع من القلق والتوتر .
أوضح آل مريط أن القلق بمثابة المفتاح وحجر الزاوية للأمراض النفسية ويصيب أغلب الناس الذين يمرون بحالات نفسية، بينما يحكم السيطرة عليه من خلال الابتعاد عن ضغوطات العمل والحياة الاجتماعية، فيما يتطلب القلق المرضي تدخل علاجي من قبل ذوي الاختصاص.
وبين أن القلق يعد نوع من الانزعاج وعدم الارتياح ، بالاضافة لكونه انفعال مركب من الخوف والإحساس بالتهديد والخطر.
واستعرض الأخصائي أسباب القلق حيث ذكر أن 15% من الآباء والأمهات الذين لديهم قلق، يكون أولادهم قلقين، ويحدث في 50% من التوائم المتشابهة، بالتالي فان هناك أسباب متعددة منها الاستعداد الوراثي والنفسي، وكذلك العوامل البيئة، والمشاكل الناتجة من خلل في الجهاز العصبي.
وأشار أن للقلق أعراض واضحة تنعكس على الشخص وإن تعددت الأسباب بين جسمية، نفسية، سلوكية ومزاجية، كما أن 90% من الأمراض النفسية هي نتاج الضغوط والقلق بشكل أساسي (دراسة أمريكية) والتي تظهر على شكل أمراض سيكوماتية في الجسم.
وعدد آل مريط أنواع القلق التي يتم تصنيفها لدرجات وتظهر بصورة قلق عام، نوبة هلع، الرهاب المحدد والاجتماعي، رهاب الأماكن المفتوحة، الوسواس القهري واضطراب الضغط الناتج عن الصدمة وغيرها التي تدرج ضمن آثار القلق وفق تشخيص دقيق.
وذكر ان القلق المعتدل خلال فترة الاختبارات ويعمل على تحفيز الطالب ودفعه للدراسة والاستعداد بشكل جيد للامتحان ويدفعه للإنجاز، فيما اذا زاد عن مستواه الطبيعي،فانه يؤثر على الثقة بالنفس ومستوى التحصيل، ويظهر بنسبة 1-3% من بين الطلاب يعد غير مفيد.
وحذر الأسرة والطلاب من اضطراب القلق الناتج من المواد المخدرة خصوصاً خلال فترة الاختبارات، فهناك بعض الجهات تعمد للترويج للمواد المخدرة بحجة أنها تساعد على التركيز وتخلص من قلق الاختبارات وتدفع للراحة النفسية.
وقال: الأخصائي أن العوامل التي تساعد على ظهور مشكلة قلق الامتحان وإن تعددت الا أنها ترجع في الاعم الى ثلاث عوامل وهي: شخصية الطالب الذي يتصف بشخصية قلقة وترتفع سمة القلق لديه نتيجة لأهمية التفوق التحصيلي بالنسبة له، والعامل الثاني :الأسرة وترجع إلى أساليب التنشئة الأسرية وما يصاحبها من تعزيز الخوف من الاختبارات والعامل الآخر :المدرسة ودور بعض المدرسين في بث الخوف من الاختبارات واستخدامها كوسيلة للانتقام من الطلاب.
وأفاد آل مريط ،ان تشخيص القلق وعلاجه يتم بواسطة الطبيب النفسي ومن ثم تحديد العلاج للحالة وان احتاج للعلاج الدوائي فانه يصف العلاج المناسب له مع ضرورة اتباع العلاج النفسي التدعيمي والمعرفي السلوكي الذي يتم من قبل أخصائي نفسي مع التركيز على ضرورة تحقق وجود الرغبة الملحة للشفاء من ذات المريض نفسه.
ونصح كذلك باستخدام العلاج بالاسترخاء حيث يعد من أكثر العلاجات من حيث الفائدة لحالة القلق واضطرابات النوم وذلك بأخذ التنفس العميق وتمارين الاسترخاء.