عندما يكون عريفها الأستاذ صلاح بوهندي صاحب الذائقة الفلسفية حتما تكون أمسية القاص حسن الأحمد استثنائية وهكذا كانت .
قدم الأستاذ بوهندي القاص الأحمد بكلمات تشويقية كالعادة اتسمت بعذوبة الطرح من خلال قراءة اولية لما جاء بصفحة الغلاف الخلفية لكتاب " خذلان " بآخر عبارة "خيانة " وهنا بادر الكاتب بتساؤل عن المؤثرات في صياغته كقاص وعن كون النتيجة خذلان , فانبرى الأحمد وهو السردي المعجمي الكلمات ذو الحضور للدلالات الإصطلاحية حين تحدث عن تأثير الطفولة في بيت الأسرة الممتدة والجدة العطوفة , وبين لحظات الإستماع للتسامر بحضور الشيبان النخالوة وهو يساهم بسقي نخيلهم بحضرة جده ورفاقه , ومع تأثير الغربة للدراسة والإنعتاق الثقافي في مجتمعات متباينة الفكر ومع تماهيه بملتقى السرد وتعرفه المباشر على المشرف على الملتقى القاص حسين العلي وكل ذلك في خضم الفعاليات .
خذلان عند الأحمد لاتعني نهاية المطاف انها طرح الأسئلة وإثارتها وهي مسؤولية الكاتب , الأسئلة ربما لايجد له اجابة ويتركها للمتلقي المساهم بوعي في تفكيك الخطاب الثقافي, في الحب كما يرى نعم قد يكون هناك خذلان لأن الجدر المتينة التي لاتعطي مساحة للبوح تكون حدا في المكون . وأن الغطاء الذوقي الشفاف الذي يشكله الإحساس ربما يصطدم بالمحافظين فتتكون حالة الإضطراب المعرفي والقيمي .
يوسف المحيميد كان جزءا من ذاكرته المقروءة, وعن تساؤل عما إذا كان يكتب منطبع في ذهنه أنه احسائي؟ كان الأحمد دقيقا في اجابته اذ افاد أنه يكتب للإنسان وعبر على أنه احيانا يبكي اثناء الكتابة مستدركا أنه في لحظات يسقط مايكتبه على المكان بحضور الأحساء أو الرموز كالنخلة التي لاغنى عنها كهوية حضارية .
قرأ الأحمد نصوصا من كتابه وداخل بقراءات انطباعية واعية كل من حسين العلي وعبد الله الشايب وعلي الخليفة .
مع ختام الأمسية التي ادارها الأستاذ صلاح بأريحيته تم بعدها تقديم درع من قبل الأستاذ علي الغوينم مدير جمعية الثقافة والفنون ثم اعطي المجال لتوقيع كتابه للحاضرين وأخذت صورة تذكارية.