منذ سنوات ليست بالقليلة ، و خيبة الأمل تعم أوساط كثير من المعلمات المغتربات اللائي يدفعن ضريبة هذا الاغتراب سعادتهن وإصابتهن بالضغوط النفسية والاجتماعية والأمنية فهن عرضة لحوادث السير والمروعة المتكررة بسبب تنقلاتهن ، وقطعهن مئات الكيلومترات عبر طرق مخيفة ووعرة فهي تدفع ثمن معاناتها يوميا من ضياع لصحتها ولأسرتها ولزوجها وأولادها . ولا تملك المعلمة وفق ما تعاني منه وما تجده من صعوبات سوى الصبر والاحتساب ، المعلمة ياسمين عبدالله ناصر العيد من سكان مدينة العيون التابعة لمحافظة الأحساء ، تحدثت لـ " الإخبارية مباشر " عن معاناتها في الغربة وبعدها عن أسرتها ، وعن زوجها المريض الذي ما زال يعاني من كسر مضاعف في فخذه بسبب حادث سير وتصعب عليه قيادة السيارة .. الى نص رسالة المعلمة :
الى من يغيث المضطر إذا دعاه الى الله سبحانه وتعالى ثم إلى وﻻة اﻻمر ادعوكم باسم اﻻنسانيه وباسم العطف والحنية ، و كلي امل في الله ثم فيكم ، الى من له أذان صاغية وقلب حنون الى موﻻي خادم الحرمين الشريفين ومن تخصهم هذه المعاناة وهذا الموضوع ، استنجد بالله اوﻻً ثم بك يا أبا متعب " حفظك الله ورعاك " يا صاحب النخوة، وانت أبا لمن ﻻ أب له ، و أنت أخ لمن ﻻ أخ له ، وﻻ ملجأ لي بعد الله .. إلا أنت . إنا واحدة من بناتك التي تخدم في السلك التعليمي ولي ما يقارب 14عاماً و إنا أجلس في المنزل منذ تخرجي من كلية التربية إنا و أخواتي الثلاث اللاتي لم يتوظفن ، عندما جائني الفرج تم تعيني بعيداً عن منطقتي الى منطقة " الصمان " والتي تبعد عن مقر سكني ما يقرب " 700 " كيلومتر ، ومسافة سبع ساعات زمن ، و كل هذه ﻻ يهم ، لو كنت قادرة على ذلك و وافقت مضطرة على ذلك بسبب المعيشة والحاجة الماسة لذالك . أعاني من مرض السكر و أتعرض لحالات إغماء كثيرة ومواعيدي كثيرة ، و زوجي مر يض ويعاني من كسر في فخذه بسبب حادث سير مما يصعب عليه القيادة أكثر من ساعة ويعمل بالسلك العسكري ودوامه يتعارض مع فترة إيصالي للمدرسة ، وأ ضطر الى اخذ سيارة أجره لمشوار واحد فقط بمبلغ " 1000 " ريال و إيجار شقه بـ " 1500 " وﻻ أستطيع على توفير شئ من مرتبي سوى اليسير والحمد لله . و تعبت و أنا أطالب بنقلي ، ويتم نقل معلمات في أحسن حال مني ، دون أن ينظر لمعاناتي وقدمت أوراقي ومستندات تثبت باني استحق النقل ويكفي أنني خدمت 3سنوات متتالية متغربة عن أسرتي ، و والله ثم والله لوﻻ إنني أعاني من مشاكل صحية و الأزمات النفسية والمعنوية ، لما طالبت وﻻ فكرت في النقل .. والآن أطالب من لهم مد يد المساعدة والعون ، و أملي بالله أوﻻً ثم بكم كبير بان تقدرون ظرفي القاسي ، وتعينوني على النقل إلى منطقتي و قرب أهلي وزوجي المريض واعالج ، وأتابع ظروفي الصحية في منطقتي ، حيث لا يوجد خدمات صحية خاصة في المنطقة التي أعمل فيها حالياً ، وكما تعرفون ان العامل النفسي له تأثير كبير تعرفون وتسمعون عن كثرة الحوادث المميتة للمعلمات المتغربات ، و قد سئمت هذا الطريق ، هل يرضيكم ان أترك عملي ، وظروفي المادية لا تسر ، و زوجي مكبل باالديون ويعمل في الدمام و إنا في الصمان وأسرتي في اﻻحساء ، أطالب بنقلي لكي أكون قريبة من زوجي ، يعتني بي و اعتني به ، أتمنى أن تؤخذ معاناتي بعين الإعتبار والعطف يا خادم الحرمين الشريفين يا من قلت في النساء أنهن اﻻم ، و اﻻخت ، و ﻻ يجي منهن اﻻ الزين – ابنتك تناشدك نقلها وتعينها عند اهلها .
ابنتكم المعلمة :
ياسمين عبدالله ناصر العيد