# الشركة بعد 8 أعوام من الاتفاق لم تنفذ سوى جزء من القسم الخارجي وشكوك حول كفاءتها الفنية والتنفيذية .
# أعضاء المجلس البلدي: عدم فسخ العقد إهدار لمقومات الموقع الفريد .
في الوقت الذي تسعى حكومة المملكة جاهدة للاستفادة القصوى من الطبيعة الخلابة التي حبا الله بها العديد من مدن المملكة، ووضعها على خارطة الاستثمار السياحي، لم يكن مستوى أداء وتفاعل بعض الشركات على قدر المسؤولية، وهو الأمر الذي تجسد من خلال الاتفاق الذي أبرمته أمانة الأحساء مع شركة الأحساء للسياحة والترفية (أحسانا) لإنشاء وصيانة وتشغيل المرافق السياحية والترفيهية بجبل القارة وتحويلها إلى أعجوبة سياحية فريدة من نوعها.. إلا أن شيئًا من هذا لم يتحقق، فعلى مدار أكثر من ثمانية أعوام مازالت "أحسانا" تماطل وتماطل، الأمر الذي يعد هدرًا للمقومات السياحية بجبل القارة، وسبل استثمارها على الوجه الصحيح.
إن الاتفاق مع شركة "أحسانا" جاء في ضوء مساعي أمانة الأحساء إلى تحسين بعض المواقع حول الجبل وتحسين مدخله نظراً لأن الجبل يتبعه مواقع لاتقل أهمية عنه من ناحية التكوينات الجميلة والرائعة منها رأس القارة,وهو قمة صخرية وسط بلدة القارة، كذلك جبل أبو جيص، وكلها مواقع أكدت العديد من الدراسات الاستثمارية جدواها في الجوانب السياحية، وطالبت باستغلالها بشكل أمثل.
وأوضح رئيس المجلس البلدي بالأحساء الأستاذ ناهض الجبر أن أمانة الأحساء وبالتعاون مع شركة سابك بالجبيل الصناعية بدأت أولى خطوات التطوير في المنطقة قبل عشرين عاماً،من خلال إدخال الكهرباء وإقامة استراحات وبوفيه ومختلف الخدمات الأساسية، ومن ثم قامت الأمانة في عام 1426 هـ(بلدية الأحساء سابقاً) بطرح منافسة عامة لإنشاء وصيانة وتشغيل المرافق السياحية والترفيهية بجبل القارة، وبالفعل تم إرساء المنافسة لصالح عرض وحيد مقدم من قِبل شركة الأحساء للسياحة والترفية (أحسانا).
أضاف الجبر أنه تم الاتفاق آنذاك مع الشركة من خلال عقد تأجيررقم 615/ ت بتاريخ 22/11/1427هـ لتطوير منطقة جبل القارة الواقعة على مساحة مليوني متر مربع, كمرفق سياحي ترفيهي واستثماره لمدة عشرين عاماً مقابل 3.400.000 ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف ريال.
وبعد ما يقارب العامين من توقيع العقد، صرح الأستاذ عبدالعزيز العامر مدير عام شركة الأحساء للسياحة والترفية لجريدة الشرق الأوسط بعددها رقم 10704 الصادر في 12 شهر ربيع الأول لعام 1429 هـ الموافق 19 مارس لعام 2008 م بأن الشركة سوف تبدأ فى شهر مايو لعام 2008م في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير موقع جبل القارة والذي يمر بثلاثة مراحل، وهذا يأتي ضمن المخطط المرسوم له، حسب الدراسة المعدة للمشروع ,والتي تتضمن إنشاء مبنى استقبال وخدمات من ناحية المواقف على مساحة 1500 متر مربع، والمبنى مكون من طابقين روعي في تصميمه وبنائه استخدام الخام الجبلي كي يتوافق مع طبيعة الجبل، على أن يتكون الدور الأول من عدة محلات لبيع المصنوعات اليدوية والتذكارات والصور الجمالية إضافة إلى مكاتب الإدارة، في حين سيحتوي الدور الثاني على مطعم مجهز بجميع وسائل الترفيه التي تتناغم مع طبيعة الجبل، وكذا مقهى لتناول المشروبات الساخنة والباردة مع بعض الوجبات الخفيفة، إضافة إلى توفير ألعاب متنوعة للأطفال، وإعادة تنظيم منطقة المواقف للسيارات، كذلك زراعة الأماكن المحيطة بالجبل،ورصفها من بوابة المبنى إلى داخل الكهوف، وتزويدها بالإضاءات، وبإنارة خاصة لا تؤثر على درجة الحرارة، وإدخال نظام الميديا والتحكم فيهما عن طريق الحاسوب.. إلا أن شيئًا من هذا لم يتحقق حتى الآن على أرض الواقع!
أعقبه بأربعة أعوام تصريح لمديرعام شركة الأحساء للسياحة والترفيه الجديد الأستاذ عبداللطيف بن محمد العفالق لجريدة عكاظ بعددها رقم 3919 والصادر بتاريخ 10 ربيع الثاني 1433 هـ الموافق 10 مارس 2012 م مضمونه أن موقع جبل القارة السياحي الذي استأجرته الشركة من أمانة الأحساء بمبلغ 3 ملايين و400 ألف ريال، سوف تنتهي المرحلة الأولى من تطويره في مطلع 2013م وتشتمل مرحلة التطوير الأولى للموقع على رصف مغاراته الداخلية وإنارتها بالكامل وتوظيف المؤثرات الضوئية بداخلها وتركيب أجهزةٍ صوتيةٍ تتحدث عن تاريخه منذ العصر الحجري والحضارات التي تعاقبت عليه، كما تشتمل هذه المرحلة على إنشاء ثلاثة مبانٍ كبيرةٍ ضمن موقع الجبل المبنى الأول يضم صالة للتحف والصناعات والمنتجات الحرفية بأسلوبٍ حديثٍ وراقٍ والمبنى الثاني يحتوي صالة للأعمال الفنية لمبدعي الأحساء ومطاعم ومقاهي ومحال تجارية لخدمة الزوار فيما يشتمل المبنى الثالث على مسجدين للرجال والنساء وحمامات.
أعقبه تصريح للأستاذ صالح بن حسن العفالق رئيس مجلس إدارة شركة الأحساء للسياحة والترفية (أحسانا) لجريدة الرياض بعددها رقم 16093 الصادر في 26 شعبان 1433 هـ الموافق 16 يوليو 2012 م بأن الشركة ستقدم في جبل القارة منتجا تراثيا تاريخيا يحكي تاريخ الجبل منذ نشأته جيولوجياً وحتى اليوم، وقبل نهاية العام الحالي 2013 م سنفتتح مشروع جبل القارة.
فالآن وبعد مرور أكثر من ثمان سنوات من توقيع عقد التطويروستة سنوات من التصاريح لا يزال الأمر محلك سر، فلم تُتخذ أية خطوات إيجابية من قِبل المستثمر نحو تنفيذ بنود العقد والتى منها أن مدة التجهيز والإنشاء 12 شهر وهى تعادل 5% من المدة المحددة في المادة الرابعة من العقد والتى تعتبر فترة زمنية من أصل مدة العقد غير مدفوعة الإيجار.
هدر للمقومات الاستثمارية
إلى ذلك، أشار الأستاذ عبداللطيف العرفج نائب أمين الأحساء للاستثمار بأن الأمانة قامت بتوجيه عدة خطابات للشركة مفادها معرفة موعد الانتهاء من التجهيزات والإنشاءات وتسليم الموقع وتم تلقى الوعود أكثر من ثلاثة مرات آخرهم في شوال 1435 هـ، لكنها مجرد وعود دون فعل.
وعبَّرعن دهشة الأمانة من مماطلة الشركة لتنفيذ بنود الاتفاق.
مطالبات بإلغاء العقد
وهو الأمر نفسه الذي عبَّر عنه أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم، مؤكدًاعدم رضاؤه عن إهدار الاستغلال لمقومات المنطقة.. كما أبدى استياءه الشديد من مماطلة الشركة في الوفاء ببنود العقد، موضحًا أنه قام بتوجيه خطاب لصاحب السمو الأمير بدر بن جلوي محافظ الأحساء بخصوص هذا الشأن.
وأكد نائب رئيس المجلس البلدي بالأحساء الدكتور أحمد بن حمد البوعلي أنه ومن منطلق الحرص على المصلحة العامة، قام المجلس البلدي بالأحساء بزيارة إلى موقع جبل القارة مؤخراً للوقوف على ما تم إنجازه، ووجدوا أن نسبة الإنجاز لا تتجاوز 15% من الزيارة الأولي قبل عامين ، الأمر الذي دفع أعضاء المجلس البلدي للمطالبة بإلغاء العقد بسبب تقاعس شركة "أحسانا" عن تنفيذ المشروع خلال الفترة الزمنية المحددة للتجهيز والإنشاء .
في حين صرح الأستاذ سامي بن مبارك الحويل عضو المجلس البلدي بأن
هناك المزيد من علامات الاستفهام لدى الأهالي حول مصير متنزه جبل القارة حيث لم يتم تنفيذ أي أعمال إنشائية سوى بعض المباني فقط غير المفهومة المعالم وعلي الرغم من إغلاق بعض أجزائه إلا أن المتنزهين يصرون على الذهاب لموقع الجبل على الرغم من عدم تهيئة دورات المياه والتى تعتبر مشكلة كبيرة لهم وأيضاً عدم عمل الحواجز الأمنية ووسائل السلامة للأطفال … مشيرا الى أنه لا يرى أي بوادر لتنفيذ أعمال تطوير بالجبل، وهل السبب يعود إلى عدم وجود ملائة مالية لدى الشركة لتنفيذ اتفاقها، أم أن الأمر يعود إلى خلل إداري، وعدم وجود الإمكانات الفنية والهندسية لدى الشركة للوفاء بالتزاماتها.. الأمر الذي يعني أن استمرار الوضع على ما هو عليه دون اتخاذ خطوات حازمة تجاه الشركة يعد هدر للمقومات السياحية والفرص الاستثمارية التي يتميز بها جبل القارة.
لافتا إلى وجود لوحات ضوئية كبيرة توحي بأن هناك عملا على عكس الواقع, وخاصة أن المباني التي تم تشييدها بجوار الموقع أصبحت تشكل خطرا على زوار ومرتادي الجبل.
يشار إلى أن جبل القارة يعتبر من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء، وقد عُرف منذ تاريخ قديم بجبل الشبعان ويبعد عن مدينة الهفوف عاصمة محافظة الأحساء بحوالي 15 كم شرقاً، ويقع وسط الواحة الخضراء الممتلئة من أشجار النخيل الباسقة بين أربع قرى هي القارة والتويثير والدالوة والتهيمية,والجبل يحتل مساحة كبيرة، فمساحة قاعدته نحو 14 كم²أي 1400 هكتار، ويتكون من صخور رسوبية بلون ضارب إلى الحمرة.
كما يتميز الجبل بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة فهي ليست مجرد تكويناً صخرياً فريداً بل تُخالف أجواء الطقس السائدة خارج الجبل فهذه الكهوف باردة صيفاً ودافئة شتاءً نسبة إلى الشعور بذلك للزوار ولكنها بالحقيقة تتمتع بطقس معتدل شتاءً وصيفاً نسبة إلى العزل الحراري الذي يضيفه لهذه المغارات الصخور الرسوبية التي تجعل منها إحساس الزوار بالبرودة صيفاً والدفء شتاءً وهي بالعموم لا تتعدى درجة حرارة20ْ.