تسعى حكومتنا الرشيدة لبناء الوطن على أسس متينة من العدالة والشفافية والالتزام الأخلاقي والولاء وترسيخ مفاهيم النّزاهة في كافة الأصعدة، ورسم الاستراتيجيات المستقبلية للنهوض بالوطن والمواطن انطلاقاً من تأسيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وذلك بهدف معالجة الفساد وظواهره وأنظمته، والإلمام بكل الظروف والمسببات المواتية لتفشيه، فالفساد ظاهرة دولية وعامل قلق للمجتمع الدولي، له تأثيره العميق، وأبعاده الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، والمسؤولية الوطنية تحتّم علينا حماية النزاهة ومكافحة الفساد بجميع أشكاله من خلال تطبيق المبادئ الثابتة المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية بسنّ تشريعات تنظيمية متجددة تؤكد على أهمية النزاهة.
وقد اهتمت قيادتنا الرشيدة بتحصين المجتمع من الفساد وأشكاله المختلفة، وتعزيز مفاهيم الأمانة والنزاهة انطلاقاً من مبادئ الدين وأحكام الشريعة، كما شاركت المملكة المجتمع الدولي اهتمامها في محاربة الفساد من خلال حرصها على عقد عديد من الاتفاقيات وحضور عدد من المؤتمرات والندوات وتعزيز التعاون الدولي ووضع استراتيجيات معالجة فعّالة لمسبباته.
ويشارك منسوبو الجامعة الوطن والعالم في بيان مواقفهم، والتأكيد على أهمية التوعية بأهمية النزاهة، وتقوية الوازع الديني، والانتماء للوطن، وترسيخ مفاهيم النزاهة ومكافحة الفساد.
بلادنا الطاهرة بقيادة حكومتنا الرشيدة سبّاقة في حضورها الفاعل ومساهمتها في الجهود العالمية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد
وفي هذا الإطار أكد معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن جمال الدين الساعاتي أن حماية النزاهة ومكافحة الفساد مطلب شرعي ووطني ينبغي أن نستشعر أبعاده وأثره في كل يوم من أيام حياتنا، وأن نسعى إلى جعلك ذلك واقعًا في كل علاقاتنا وأعمالنا، فالفساد مسلك خطير يهدد المصلحة العامة، ويشكل محور القلق الحقيقي والخطر المحدق بتنمية الإنسانية والنهوض بها، وللأسف فإنه وحين تفرض متطلبات الحياة الملحة بكل أبعادها ضغوطها، وتخبو جذوة الوازع الديني والوطني، وتضعف الرقابة ينمو الفساد ويستشري كالوباء، فيحيد بالتنمية عن طريقها السوي، ويبدد الإمكانات والموارد، ويشل أداء المنظومات الإدارية، ويثير الشكوك، ويحبط الجهود المخلصة، ويؤجج مشاعر التذمر والتظلم في كل ضحاياه الأبرياء.
وأوضح معاليه أن هذه البلاد الطاهرة وبقيادة حكومتها الرشيدة سبّاقة في حضورها الفاعل ومساهمتها في الجهود المبذولة لتعزيز وتطوير وتوثيق التعاون الإقليمي والعربي والدولي في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، مؤكدًا على أنه ومن الواجب على المؤسسات التعليمية وضع المفاهيم الأساسية التي ترسخ رسالة مبدأ حماية النزاهة ومكافحة الفساد في مناهج التعليم العام والعالي، وأن تقوم بتنفيذ برامج توعية تثقيفية وحملات إعلامية بصفة دورية عن حماية النزاهة ومكافحة الفساد.
لمكافحة الفساد
لابد أن ننتقل من مرحلة التوعية إلى مرحلة البرامج والسياسات
كما أشار سعادة وكيل الجامعة، ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي المكلف الدكتور فؤاد بن أحمد آل الشيخ مبارك إلى أن أهم المتطلبات الملحة لمواجهة خطر الفساد هو سعي الجهات المعنية والمنظومات المؤسسية إلى تعزيز الوازع الديني، والمبادرة إلى تطوير الموظفين مهنيًّا، والتأكيد على تعريفهم بواجباتهم، وحقوقهم، وانتهاج الشفافية والوضوح في كافة إجراءات العمل، كما أوضح سعادته أنه بات من المفترض أن ننتقل من مرحلة التوعية والشعارات، إلى مرحلة البرامج والسياسات والإجراءات التي تحقق الأهداف المنشودة.
نتطلع لليوم الذي نحتفل فيه بانتهاء الفساد
وأعرب سعادة وكيل الجامعة للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع ووكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية المكلف الدكتور عبدالرحمن بن سلطان العنقري عن تطلعه لليوم الذي يحتفي فيه العالم بانتهاء الفساد، وتعطيل أسبابه، والسعي نحو تشكيل منظومة حياتية تنعم بالنزاهة والشفافية، ويسودها العدل والإنصاف، وتتحقق بها عمارة الأرض التي استخلفنا الله -جل شأنه- عليها، ولن يأتي هذا اليوم إلا إذا استشعر الجميع وبوعي وإدراك خطورة الفساد، وكيف استشرى في أعماق حياتنا، وبات يهدد مصائرنا، ومستقبل تنميتنا، وتطلعاتنا الحالمة بالخير والنماء، أجل لن يأتي ذلك اليوم الذي نحتفل فيه بقطع دابر الفساد حتى تصبح حماية النزاهة هاجسنا، وأحد أهم أولوياتنا.
حكومتنا تكافح الفساد والمفسدين
وأوضح سعادة عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور ظافر بن عبد الله الشهري أن الفساد في كل زمان ومكان تتنوع مضامينه ومراميه، فكل ما جاء مخالفًا لشرع الله وناموسه، فهو فساد كَبُرَ أو صَغُرَ، وهنا تنبه العالم في العصر الحديث لخطر الفساد والمفسدين، فَشُرِّعَتْ القوانين التي تُجَرِّم الفساد بأية صورة جاء، لأنه لا بناء ولا تنمية مع الفساد، فضلاً عن أكل الأموال وضياع حقوق الناس في دهاليز الفساد والإفساد، وقد فَعَّلَتْ حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – يحفظه الله – الأنظمة التي تكافح الفساد والمفسدين من وحي شريعتنا الغراء، فأنشئت هيئة لها مطلق الصلاحيات في محاربة الفساد وتعميق مفهوم النزاهة كثقافة؛ لأن صور الفساد في هذا العصر تنوعت أشكالها من الإرهاب بالقتل والتدمير والتزوير والرشوة وهدر المال العام إلى عدم الأمانة في أداء العمل إلى غير ذلك من السلوكيات التي حرمها الشرع المطهر وجرّمتها القوانين والأنظمة، وبين سعادته أن على المواطن في مجتمعنا مسؤولية كبرى في الإبلاغ عن الفساد والمفسدين، لأن تعاون المواطن مع الدولة هو السياج الأمين لحماية وطننا من المفسدين، فالمسؤولية لا تقع على كاهل الدولة فقط، بل على المجتمع أيضا، وعلى مؤسساتنا الثقافية أن تعمل على ترسيخ ثقافة النزاهة في نفوس شبابنا وشاباتنا.
الأجمل أن يتحول الاحتفال بمكافحة الفساد إلى ممارسات
وقال سعادة عميد كلية الهندسة الدكتور علي بن محمد القرني جميل أن يحتفل العالم باليوم الدولي لمكافحة الفساد، وأجمل من ذلك أن يتحول الاحتفال إلى ممارسات، ولعل في ذكرى هذا اليوم الذي يصادف التاسع من ديسمبر عظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وما آفة التخلف والتراجع عن ركب الحضارة إلا الفساد، ولذلك استشعر العالم هذا الأمر وخطورته، فجعلوا يوماً لتوعية الناس به وما علموا أن ديننا الحنيف قبل أربعة عشر عاماً وضع نظاماً وقانوناً صارماً لهذا، والقرآن مليء بالشواهد التي تعيب هذا العمل وتعتبره نقضاً لعهد الله وقطيعة لِما أمر الله وصله، وذاك أمر شنيع.
وأوضح سعادته بأنه ومن هذا المبدأ، فإن الجميع شركاء في التوعية بدءاً بالفرد في أسرته والأستاذ في قاعه محاضرته والمعلم في فصله وقائد المركبة في الطريق والإمام على منبره، فإذا ما قام كل بدوره اكتملت معنى النصيحة وتجلى معنى الديانة، وأصبح المفسدون فرادى يتوارون عن الأنظار، وبذا نصبح المجتمع الذي ننشده والأمة التي نريد، نتداعى إذا ألمّ به خلل وتتحد لبناته فيعلو البناء.
الفساد جريمة وظاهرة عالمية
وأشار سعادة عميد كلية الطب الدكتور وليد بن حمد البوعلي إلى أن الفساد جريمة وظاهرة عالمية، تعاني منها الدول وتتجرع مرارتها المؤسسات العامة والخاصة والشعوب المستفيدة، وتتوسع رقعة الفساد في ظل التطورات في مختلف الميادين، مؤكدًا أن الفساد جريمة تلحق الأذى والدمار في المجتمع، وتعيق التنمية والتطور في كافة المجالات، لذا آن الأوان لمحاربته ودحر مظاهره السلوكية والجنائية، والتخلص من وباله وضرره، للمحافظة على مقومات التنمية والأمن والاستقرار. وأوضح سعادته أن الضرر الذي يحدثه الفساد لا يقتص على جانب معين من جوانب الحياة، فهو يمس الجوانب المعنوية عند الإنسان مثل الكرامة والسمو الروحي والتفاؤل، الأمر الذي يؤدّي إلى عواقب وخيمة تعرقل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها، ناهيك عن خراب القيم، وفساد الذمم. فينبغي تكاتف الجهود على مختلف المستويات لحماية النزاهة ومكافحة الفساد بالتنسيق مع الدول والمجتمعات والأفراد لحماية الدولة والمجتمع. وسوف تتخذ الجامعة من تعاريف النزاهة والفساد مدخلاً لتحديث برامجها التدريسية للمضي قدماً في تثقيف الخريجين في كافة المستويات لتحول دون الولوج في الخطر قبل حدوثه.
الأمن والاستقرار لا يجتمعان بوجود الفساد الإداري
وبين سعادة عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس الدكتور مطلق بن محمد العتيبي أن هناك الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تؤرّق المخططين وصانعي السياسة الاقتصادية في الدول المختلفة. ومن أبرز هذه المشاكل الفساد الإداري، والذي تعاني منه جميع الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وإن اختلف حجمه وآثاره تبعاً لاختلاف التركيبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل دولة، مؤكدًا سعادته أن الأمن والاستقرار لا يجتمعان بوجود الفساد الإداري، وحين تطفو على السطح الجرائم المنظمة، وتستباح المحرمات، كالرشوة، والاختلاس، وتنتشر الممارسات غير الأخلاقية كالتزوير، والغش والتحايل، وغير ذلك من الممارسات التي تؤدي إلى تفتيت التماسك الاجتماعي، وإعاقة التنمية الاقتصادية، كل ذلك يلقي بظلاله على الأمن الذي ينشده كل فرد في أي مجتمع والذي لا يقدر بأي ثروات كانت، وأردف قائلا: وبلا شك فإن الجميع يتفقون على أن الفساد هو إساءة لاستعمال السلطة أو الوظيفة العامة من أجل تحقيق مكاسب خاصة، وليس الفساد محصورًا في نوع معين أو مجال محدد، بل امتدّ إلى مجالات عدة، تستباح من خلالها الأموال العامة، والقيم، والتشريعات، والأنظمة، بغية تحقيق منافع ومصالح شخصية في ظل غياب الوازع الديني وضعف الرقابة وانعدام المحاسبة وحب الذات، وهذه الأمور تعتبر منعطفاً خطيراً لانتشار البطالة وما سيرافقها من انتشار للجرائم وعدم الاستقرار، ولقد بذلت حكومتنا الرشيدة جهوداً كبيرة من أجل مكافحة الفساد وتعظيم مخاطرة المحدقة على استقرار المجتمع وتعزيز مبدأ العدالة والإنصاف، وكذلك الشفافية والنزاهة في التعاملات انطلاقاً من مبادئ ديننا الحنيف وبما يحقق الاستقرار والأمن والأمان لكل فرد يعيش على أرض هذا الوطن الغالي علينا جميعاً.
الأمانة والنزاهة وجهان لعملة واحدة
وقال سعادة عميد تقنية المعلومات الدكتور محمد بن سعيد الزهراني لقد وصف الله سبحانه وتعالى في قوله الكريم: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}. المؤمن الحق بصفة الأمانة ورعاية العهود وذلك لعظمها وأهميتها. وتتأكد هذه الصفات عندَ من يُكلَّف بعملٍ يرتبط بمصالح المسلمين أو مصالح الدولة، ومن نِعم الله على العبد المؤمن أن يسخّره ويستعمله فيما فيه مُساهمة في إدارة شؤون البلاد والعباد وتسيير الأعمال في شتى المجالات، مؤكدًا سعادته على أن الأمانة والنزاهة وجهان لعملة واحدة فمن لم يكن أميناً ونزيهاً في دينه حريٌّ به ألا يكون أميناً في مُعاملته مع الناس، ومن ضيّع حق الله جل وعلا فهو لحق غيره أضيع. وأشار إلى أن من الأمانة والنزاهة أن يبذل كل مسؤول جهده في أداء ما كُلّف به على الوجه المطلوب أينما كان مكانه ومهما كانت صفته، وإن لم يره أحد فان الله جل وعلا هو السميع البصير، موضحًا أن من أوجب الواجبات على كل مسؤول القيام بحقوق المسلمين والعدل فيها وعدم الظلم وأدائها كما ينبغي. فواجب على كل مواطن ومسؤول أن يضع الله نصب عينيه. وليكن نزيهاً في تعامله وعمله وليحرص كل الحرص على صيانة الأموال العامّة والحقوق وحفظها ورعايتها، وعدم التساهل فيها، والبعد عن كل ما فيه شُبهة أو شك، فسلامة الدين لا يعدلها شيء، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه في الدنيا والآخرة.
مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة بين العاملين
بالمؤسسات الحكومية والشركات المنفذة مطلب هام
ويرى سعادة عميد القبول والتسجيل الدكتور محمد بن عبدالوهاب الفريدان أن الفساد نتيجة قصور في أداء المؤسسات الحكومية في المجالين العام والخاص، وهو يضعف الجهود المبذولة من الدولة لتعزيز التنمية البشرية وشعور الإنسان بالكرامة والأمن. وقد أخذت الدولة على عاتقها مكافحة الفساد، ولوحظ أثر ذلك في انخفاض الفساد في الكثير من مؤسسات الدولة نظير وضع مؤسسة نزاهة آليات مراقبة ومحاسبة لجميع مؤسسات الدولة، وكذلك الشركات المنفذة لمشاريع الدولة، وحيث كان الأثر واضحًا تحسن تنفيذ مشاريع الدولة، وكذلك تحقق تطوير القطاعات الحكومية، وأعطى مؤشرًا حقيقيًّا في جودة تنفيذ المشاريع، والذي عكس التطور المذهل في جميع مناطق المملكة الحبيبة.
حب الوطن أمانة
وأكد سعادة عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتور عبدالله بن عبدالوهاب الفريدان أن أي مواطن يجري في دمه حب الوطن يعلم أنه مساهم في بنائه أو هدمه، واستشعار المواطن بهذه المسؤولية يعني أن على عاتقه أداء الأمانة، كما يجب وأن يساهم في الإبلاغ عن ما يرى من تجاوزات قد تسهم في استشراء الفساد، وأن يقوم بأداء عمله مستشعراً رقابة الله له في السر والعلن.
تعزيز النزاهة مسؤولية الجميع
ويرى سعادة عميد كلية المجتمع ببقيق، والمشرف على إدارة تطوير الشراكة المجتمعية الدكتور مهنا بن عبد الله الدلامي أن الإسلام حث على العمل، وأوصانا بالجد والإخلاص فيه، وقد بين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الله يحب إذا عمل أحدنا عملاً أن يتقنه، وإتقان العمل يعدّ جانبًا مهمًا من جوانب الانتماء للوطن الذي يُشعر الفرد بالفخر والاعتزاز وتحمل المسؤولية والحرص على رفعة الوطن ونهضته، وهو شعور غريزي يولد مع الإنسان من خلال ارتباطه بوالديه والأرض التي ولد عليها، وينمو أكثر من خلال توجيه المجتمع والأسرة والإعلام.
وأشار إلى أنه وخلال السنوات الأخيرة زاد الاهتمام والتركيز على جانب النزاهة في العمل ومحاربة الفساد بجميع أشكاله، وتعالت الأصوات التي تنادي بأهمية النزاهة، لما للنزاهة من ثمار كثيرة تعود بالخير والبركة والنفع على الفرد والمجتمع، ولعل من أهم الأمور التي تعزز مفهوم النزاهة لدى الأفراد تقوية الوازع الديني في نفوسهم وشعورهم بمراقبة الله تعالى لهم، مما يزيد في تحملهم للمسؤولية وإتقانهم للعمل، وكلما زاد الوازع الديني وحب الوطن في النفوس قلّ الفساد وتلاشى، ويتوجب علينا جميعًا نحن كتربويين أن نأخذ على عاتقنا تربية الشباب وتنشئته على حب الوطن وإتقان العمل ومحاربة الفساد ليصبح ذلك سلوكًا يسود حياتهم.
نساند حكومتنا حين تكف أيدي الفاسدين
وأشارت سعادة وكيلة أقسام الطالبات الدكتورة فايزة بنت صالح الحمادي إلى أن الفسادَ كلَّه ممقوتٌ، محارَب من اللهِ، ثم من قوانين الدول المرعيَّة. والشيء الذي لا يُحبه الخالق، لا بد أن تأباه الفطرةُ النقية، يرفضه المجتمع، وتعاقب عليه الدولة، ونحن.. نحن جميعًا نساند حكومتنا حين تكف أيدي الفاسدين، وتحاربهم بسلاح العزيمة، فتقتل سرطان الاستغلال بمبضع يعرف طريق الجرح فيزيل الورم ويحفظ الجسد.. تعرف أن الأفعى لا تموت بقطع ذيلها، فتزيل رأس الفساد والتربُّح.. وحين نشارك الدولة هذا التوجه المحمود تحدونا نسائم رحمة ربنا بأننا نتبع أمره بالتعاون على البر والتقوى، وليس على الإثم والعدوان، هكذا نكون عبادًا ربانين، فتتحقق لنا السيادة في الدنيا، ورضا الله في الآخرة. والله يعلم وأنتم لا تعلمون!
حماية النزاهة ومكافحة الفساد بجميع أشكاله من المبادئ الثابتة في الشريعة الإسلامية
وأوضحت سعادة وكيلة كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع الدكتورة صباح بنت محمد العرفج بأن حماية النزاهة ومكافحة الفساد بجميع أشكاله من المبادئ الثابتة في الشريعة الإسلامية، فقد كان من دور المملكة العربية السعودية أن تثمنّ ذلك، حيث عكفت على إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي من دورها تدعو الأجهزة الحكومية المعنية بحماية النزاهة ومكافحة الفساد وممارسة اختصاصاتها في معالجة ذلك، ونجد أن تفشّي ذلك نتيجة قصور في أداء المؤسسات الحكومية في المجالين العام والخاص، فمن دوره إضعاف الجهود المبذولة لتعزيز التنمية البشرية وشعور الإنسان بالكرامة والأمن.
وأكدت سعادتها أنه يجب علينا كشعب ووطن وقيادة أن نواكب عمل المنظّمات السبّاقة في تطوير وتنفيذ برامج متخصّصة لدعم البلدان في مواجهة الفساد، والمملكة العربية السعودية اليوم تواصل دورها القيادي في تقديم المساعدة التقنية والمعلوماتية في مجال مكافحة الفساد، وثقتنا في حِراك المملكة الإصلاحي نجدها من منظور منصف فعّالة وبمنهجية عملية وخطط مدروسة في طور النماء وعلى أبواب تمام الإنجاز.
حقاً إنه الأمين
وقالت سعادة وكيلة كلية العلوم الدكتورة خلود بنت محمد التيسان وأنا في الصّغر حدثني أبي يوماً عن شخصية عظيمة، قال في وصفه إنه الأمين.. عهده قومه بالأمانة فلقبوه بالأمين، ترك لنا الأمانة شعاراً في الحياة، غاب عنا علية الصلاة والسلام ولكن لم تغب عنّا تعاليمه ولا مبادئِه.. نعم إنها الأمانة… الأمانة التي عرضت على السموات والأرض فأبيّن أن يحملنها وحملها الإنسان …تأملت هذه الكلمات وأنا أنظر لحال الأمة اليوم… نعم أبي إنها الأمانة..ليست مجرد كلمة خطّها قلم ، ولا مجرد كلمة نطق بها لسان في زمن ما.. إنّما هي الحياة..حياتنا أمانة، عملنا أمانة، وطننا أمانة، أهدافنا أمانة، قيمنا أمانة نسعى لتحقيقها..كل منّا مطالب بأداء الأمانة في حياته الاجتماعية منها أو المهنية، فالكل مسؤول أمام الله ، لذا على كل فرد أن يراقب نفسه ويحاسبها فالمؤمن الحق ليس بحاجة إلى رقيب عليه، لأن الأمانة هي جزء لا يتجزأ من ديننا الحنيف..
ظاهرة الفساد ظاهرة مركبة
وأوضحت سعادة وكيلة كلية إدارة الأعمال الأستاذة فريال بنت عبدالله أبو بشيت أنه حينما نتحدث عن الفساد ومحاربته، والنزاهة بأشكالها في الشريعة الإسلامية نجد منهجاً واضحاً في تشخيص المشكلة وحلها، فالفساد كل ما هو ضد الصلاح كما قال تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}، وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يسترعي الله عبداً على رعية يموت حين يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة ".ويعد الفساد ذا مفهوم مركب له أبعاد متعددة وأي سلوك فيه انتهاك أياً من القواعد والضوابط التي يفرضها الإسلام يعد فساداً وتضييع للنزاهة والأمانة الواجبة .
وكل سلوك يهدد المصلحة العامة، وكذلك أي إساءة لاستخدام الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب خاصة يعد فساداً. وظاهرة الفساد ظاهرة مركبة تختلط فيها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ولذا تتعدد أسباب نشوئها ومن هذه الأسباب عدم اتساق الأنظمة ومتطلبات الحياة الاجتماعية وضعف الرقابة. وللفساد آثار سلبية متعددة أهمها التأثير السلبي على عملية التنمية، فينحرف بأهدافها ويبدد الموارد والإمكانات ويسيء توجيهها ويعوق مسيرتها كما يضعف فاعلية وكفاية الأجهزة ويتسبب في خلق حالة من التذمر والقلق. إن حماية النزاهة ومكافحة الفساد تستلزم برامج إصلاح شاملة تحظى بدعم قوي من الجميع وتكتسب مضموناً استراتيجياً يقوم على تشخيص المشكلة ومعالجة أسبابها وتعاون الأجهزة الحكومية ومشاركة المجتمع ومؤسساته وإرساء المبادئ والقيم الأخلاقية للإدارة والمجتمع وتعزيزها والاستفادة من الخبرات الدولية.