
تحتفي بلادنا المملكة العربية السعودية في الثالث من شهر ربيع الآخر، بالذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مقاليد الحكم..
والاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة على كل مواطن ومواطنة هو احتفاء بسنة من الأمن والأمان والإنجاز والعطاء, تمّ خلالها تطوير الأنظمة وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة، ومواصلة تنفيذ المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة؛ ليعم نفعها شرائح المجتمع كافة المحتاج قبل الغني والقرية قبل المدينة، حتى تتحقّق بإذن الله تنمية متوازنة وشاملة, وعلى الرغم من أن المشاريع، ولا سيما الكبيرة منها، مثل الموانئ والمدن الاقتصادية ومركز الملك عبدالله المالي ومشاريع الطرقات والسكة الحديدية، تستغرق بعض الوقت في تشييدها وبنائها وتشغيلها وظهورها إلى حيز الوجود، إلا أنه بدأت تنعكس آثارها الإيجابية على الحياة العامة للمواطن من خلال تنشيط الدور الاقتصادي والحركة التجارية والعقارية، وتهيئة فرص أكبر وأكثر لمصادر الدخل والعيش الكريم.
فجميع أنحاء المملكة ولله الحمد تحوّلت إلى ورشة عمل ومرحلة بناء، في الوقت الذي يمر العالم فيه بأزمة مالية خانقة، وفي حقيقة الأمر، فإن هذه المشاريع المتعدّدة والمتنوّعة التي تهدف إلى خير ورفاهية المواطن ترسخت من خلال المواطن وولائه لقيادته وانتمائه لوطنه، ومن التفاف الرعية حول الراعي، بحبل من الود والحب الساكن في القلوب والنفوس.
ولعل من أهم الاحداث الداخلية للمملكة في عهد سلمان الحزم
*صعود جيل الشباب من الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة إلى دفة الحكم، وذلك بعد تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد.
*قرار مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان بفرض رسوم على الأراضي البيضاء بعد سنوات طويلة من المطالبة به،والذي من شأنه خفض أسعار الأراضي وتوفير مساكن للمواطنين ,
*إطلاق مجلس الشؤون الإقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان برنامج التحول الوطني 2020 والذي يهدف إلى تنوع مصادر الدخل ،وخلق فرص وظيفية،وفرض رقابة على المشاريع الحكومية،ومكافحة الفساد.
ومنذ تولي الملك سلمان لمقاليد الحكم منذ عام مضى ، لم يمر أسبوع دون أن تكون المملكة وجهة لاستقبال زعيم عربي أو غربي من دول القرار العالمي أو دول الإقليم، وكانت مجمل هذه الوجهات والرحلات السياسية في مرحلة متقدمة لصياغة اتفاقيات على مستويات عدة، كان الاقتصاد حاضرا فيها كقاطرة للسياسة، وأخرى كانت تنسيقية لضمان العمل الزمني الطويل.
وأحصت وسائل إعلام أكثر من 13 زعيما ومسؤولا لدول عربية وغربية التقاهم الملك سلمان في غضون الخمسين يوما الأولى من حكم الملك سلمان، وجرت جميع اللقاءات خلال زيارات للعاصمة الرياض واستهدفت في مجملها تعزيز العلاقات الثنائية بين تلك الدول والسعودية والتطلع لتضامن عربي وإسلامي واسع، وكانت غايتها الرئيسية كذلك محاولة تبيان توجهات السياسة الخارجية السعودية في عهده.
كما جعل المراقبون ينتظرون الحراك السعودي، ويتمهلون في إصدار أي تحليلات عنه، تيارات سياسية، ومشارب اقتصادية، وجحافل عسكرية، جميعها تمر بالرياض أو الرياض طرفه الأهم، مع تصاعد لتيارات متطرفة، وتخاذل دولي في مواقف بعض عواصم صنع القرار الغربي، بينما تسير السعودية بقاطرة من تحالفات وزيارات تؤديه دول أخرى تحت عناوين عدة.
يذكر انه برزت العديد من القرارات التي تم اتخاذها في عهد الملك سلمان على صعيد السياسية الخارجية للمملكة لعل أبرزها على النحو التالي :
دعم الاقتصاد المصري بمبلغ 4 مليار دولار :
في تاريخ 13 مارس أعلن ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “مصر المستقبل” الدولي للتنمية الاقتصادية في شرم الشيخ، أعلن عن تقديم المملكة حزمة مساعدات بمبلغ 4 مليارات دولار لمصر، تشمل وديعة بمليار دولار في البنك المركزي والباقي مساعدات تنموية.
وقف اصدار تأشيرات تجارية للمواطنين السويديين :
– اتخذ الملك سلمان قرارات تاريخية أكدت على الانتصار للاستقلالية وحرية القرار السعودي، ورفض التدخل في الشأن السعودي، تحت أي ستار كان هذا التدخل. فبعد تصريحات مسيئة لوزيرة الخارجية السويدية مارغو والستروم، انتقدت فيها حقوق الإنسان والمرأة في السعودية، جاء الرد حاسماً في تاريخ 20 \3 \ 2015 بسحب السعودية سفيرها، ووقف إصدار تأشيرات تجارية للمواطنين السويديين، وعدم تجديد تأشيرات الدخول الممنوحة لسويديين يقيمون في المملكة، وهو ما دفع تكتلا كبيرا من رجال الأعمال والصناعة السويديين إلى نشر إعلان في صحف استوكهولم، أكد فيه أن هؤلاء سيتضررون من تبعات تصرف والستروم، محذرين من انعكاسات اقتصادية محتملة، قبل أن تنتهي الأزمة باعتذار السويد للسعودية رسميا عبر وزارتها الخارجية.
عاصفة الحزم واعادة الامل :
*لعل أبرز إنجازات الملك سلمان على الإطلاق، إعلانه للجميع أن المملكة لن تقبل أي تهديد من أيّ نوعٍ بالقرب من حدودها، وأنها ستقف بجانب الشعب اليمني الشقيق ضدّ الانقلابيين الحوثيين على الشرعية، فأمر ببدء “عاصفة الحزم” بتاريخ 26\3\2015 التي استمرت نحو 4 أسابيع، بمشاركة 10 دول وبعد انتهاء الأهداف التي انطلقت من أجلها العاصفة، بدأت مرحلة «إعادة الأمل» للشعب اليمني السعيد بتاريخ 21 \4\ 2015.
*أمر خادم الحرمين الشريفين في تاريخ 17\4\2015 بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة، تزامناً مع إطلاق “إعادة الأمل”.
تجدد التعاون الامني بين امريكا والمملكة :
لقاؤه مع رئيس امريكا اوباما في لقاء اعطى ديناميكية جديدة في التحالف الاستراتيجي الأميركي السعودي، وضعت فيها الرياض نفسها في مركز القوة، فيما يخص الملفات الإقليمية التي كانت محل خلاف بين السعوديين وإدارة أوباما، إضافة إلى نقاش شامل حول الملف النووي الإيراني، ومكافحة الإرهاب، وأزمات العراق وسوريا واليمن. حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والرئيس الأمريكي باراك أوباما، بيانًا مشتركًا في ختام جلسة مباحثات رسمية جمعت الزعيمين، بتاريخ (4 \9\ 2015) بواشنطن.
استعرض الزعيمان التعاون العسكري القائم بين البلدين في مواجهة ما يسمى تنظيم داعش في سوريا، وفي حماية المعابر المائية ومحاربة القرصنة، كما ناقشا تسريع الإمدادات العسكرية إلى المملكة، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والأمن البحري، والأمن السبراني، والدفاع ضد الصواريخ البالستية. وأكد الزعيمان أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف، كما جددا التزامهما بالتعاون الأمني بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك الجهود المشتركة لمواجهة القاعدة وداعش، وأشادا بتعاونهما للحد من تدفق المقاتلين الأجانب ومواجهة حملات داعش الإعلامية الداعية إلى الكراهية، ولقطع إمدادات تمويل المنظمات الإرهابية.كما أكد الزعيمان الحاجة لجهود طويلة المدى تمتد لعدة سنوات لمواجهة الإرهاب والقضاء على القاعدة وداعش؛ ما يتطلب تعاونًا مستدامًا من بقية دول العالم.
تشكيل تحالف اسلامي عسكري :
اعلن الامير محمد بن سلمان عن انشاء التحالف الاسلامي العسكري بتاريخ 15\12\2015 يتشكل من 34 دولة بقيادة المملكة، لمحاربة ما يسمى الإرهاب في مناطق مختلفة بالعالم الإسلامي، حيث ستناط بهذا التحالف قيادة العمليات وتنسيقها، انطلاقا من مقره في الرياض. وجاء التحالف الإسلامي “انطلاقًا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الاسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، مهما كان مذهبها وتسميتها، والتي تعيث في الأرض قتلا وفسادًا، وتهدف إلى ترويع الآمنين”
توفير احتياجات مصر البترولية لمدة 5 سنوات :
في تاريخ 15 ديسمبر أمر الملك سلمنا بزيادة استثمارات المملكة في مصر لتتجاوز 30 مليار ريال (8 مليارات دولار)، والإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة 5 سنوات ودعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية.
وتأتي قرارات الملك سلمان بناء على ما اتفق عليه في جلسة إنشاء مجلس التنسيق السعودي المصري لتنفيذ إعلان القاهرة، الموقع في العاصمة السعودية الرياض بتاريخ 11 نوفمبر، وذلك بحضور أعضائه من الجانبين، حيث رأس الجانب المصري رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ورأس الجانب السعودي ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
قطع العلاقة الدبلوماسية مع ايران :
قررت السعودية في تاريخ 3\1\2016 بقطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران، وطلبت من جميع أفراد البعثة الديبلوماسية الإيرانية والمكاتب التابعة لها مغادرة أراضي المملكة خلال 48 ساعة. وذلك على خلفية الاعتداءات السافرة التي تعرضت لها السفارة السعودية في ايران والقنصلية في مشهد في ايران.