
احتضن مشروع أرض الحضارات بجبل القارة يوم أمس الجمعة 26/11/1438 فعاليات فنية وأدبية لاقت إعجاب الزوار ،
حيث بدأت فعاليات مهرجان حضارة لا تشيخ باستضافة مجموعة من القامات الأدبية الأحسائية الكبيرة في أمسية شعرية شدت الحضور ، حيث ضمت كلاً من الشاعر جاسم الصحيح ، والشاعر ناجي حرابة ، والشاعر مكي الشومري.
وقد أبن الشاعر جاسم الصحيح الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا بأبيات ، ثم ألقى عدة قصائد منوعة.
ثم تلاه سرد للشاعر ناجي حرابة قراءة نقدية ” الأحساء في الوجدان الشعري عند جاسم الصحيح ” حين ينعم النظر بحثاً عن الظواهر العامة في شعر جاسم الصحيح، نلمحُ حضور الأحساء واضحاً خالصاً بمعنى أنه ليس حضوراً ترفيّاً فائضاً عن الحاجة، (وأظن أن الكثير منكم يحفظ لجاسم بعض مقاطعه الشهيرة في ذلك)، مثل قصيدته:
هِيَ الأحساءُ قِبلتِــــيَ-القديمةُ والهوى الدائــــمْ
وليستْ بقعةً بَرَكَــــتْ على صدر المدى الجاثِـــمْ
أقام صلاتَهُ الأولــــى على بوغائـــــها (آدَمْ)
فحَلَّتْ في محلِّ الهـــامِ من سجَّادة العالــَـــمْ
وأضاف حرابة بأن هذا التواشج بين الأحساء وشعره امتدّ أكثر من ثلاثة عقود، أي أن جذوة هذا العشق للأحساء لم تخفت، وأن حبله السري الذي يغذي شغفه بها لم ينقطع، منذ قصيدته التي أظنها الأولى له في الأحساء ، مروراً بالكثير من قصائده ، فتحضر الأحساء في شعره بكامل التجلي في قصائد كاملة، كما تحضر أيضاً وميضاً في ثنايا قصائد متنوعة الأغراض، كالذاتية والغزلية الدينية حتى الرثائية كقوله:
بريد عظامهم يا هجرُ آتِ
هي الأحساء واهبة الضحايا
فضمي باقة السور الرفاتِ|
فداء الباقيات الصالحاتِ
وتلاه الشاعر الشعبي مكي الشومري حيث أخذ الجمهور إلى أعماق اللهجة الأحسائية الأصيلة بعمق الفكرة لديه ، وألهب مشاعرهم بإلقائه الحزين والشجي .
وبعد ذلك قدم أوبريت ” حضارة لا تشيخ ” وهي من إلقاء قاسم المطلق وأديب الجلواح ومجتبى العبدالكريم وهذا العمل أنتج بدعم ورعاية من الزواج الجماعي بالرميلة ، وهو عمل إنشادي على وقع الموسيقى من كلمات الأستاذ جاسم الصحيح
هذا وقد انتشرت معارض الفن التشكيلي ومعرض للصور الفوتوغرافية والخط لمجموعة من الفنانين والمصورين الأحسائيين الشباب.
حيث عرضت الروائية آمنة صدقي بو خمسين روايتها الجديدة ” ضجيج الساعات ” ، وقد صدر لها سابقاً رواية بعنوان ” دنيا مقلوبة ” ، وهي حالياً في صدد كتابة روايتها الثالثة.
وتحدثت الفنانة التشكيلية آمنة الغدير عن هوايتها حيث بدأت معها من الصغر ، وفي ٢٠١٢ كانت هواية و دراسة ذاتية و دورات كثيره لفنانين لبنانيين وبحرينيين وعراقيين ، وكانت مهتمة بالواقعية والآن انتقلت الى التعبيرية الرمزية ، ولها مشاركات محلية و دولية في الإمارات وقطر و لبنان ،
وتحدثت الغدير عن لوحتها المعروضة للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا وذلك مشاركة وجدانية مع فقيد الفن الخليجي ،
وأضافت الغدير بأن ” عبد الحسين عبد الرضا كان بمثابة الأب أو شخص عشت معه لانه منذ صغري وأبي كان كان يحب متابعة أعماله أوبريت قبل شهر العسل و بعد شهر العسل ومسرحياته سيف العرب و على هامن يافرعون ، فكنت أتمني ألتقي به ولكن خطفه الموت من بين أيدينا رحمة الله عليه فخسر الوسط الفني بفقده هرم شامخ.
وعلى هامش المهرجان عبر عضو مجلس إدارة شركة الأحساء للسياحة الأستاذ شاكر العليو بأن مهرجان حضارة لاتشيخ احتضن الفن والأدب الأحسائي خلال هذه الأمسية اليوم حيث أثلجت صدورنا ، وقد ضمت العديد من الفعاليات من بينها حناجر هجرية التي تغنى فيها شعرائنا بجميل الشعر، والأوبريت الأحسائي الذي تمثّل به شبابنا خير تمثيل، والأركان المصاحبة لها التي منها: عدسة أحسائية، معرض الخط العربي، الرسم المباشر، معرض فن الأنترسيا، والركن السينمائي ، ففي كل محفل يقام نزداد فخراً وعزاً فيما أنجبت هجر واحة النخيل والعيون ،
وأضاف العليو بأنه من جهتنا نرحب في أرض الحضارات بكل ملتقى يهدف ويعلي من شأن أحسائنا العزيزة، أما بالنسبة للمقترح الذي وصلنا بتوفير خدمة الواي فاي فسيتم دراسة ذلك بمشيئة الله تعالى ، ونشكر جميع القائمين والمشاركين في حضارة لاتشيخ متمنين لهم التوفيق والسداد.
في حوار مراسل ” الإخبرية مباشر ” مع مديرة البرامج و الفعاليات بمشروع أرض الحضارات بجبل القارة الأستاذة بلقيس البوعلي عبرت عن ” مشاعر الفخر و الاعتزاز أن تستضيف ارض الحضارات هذه الاعمال الاحسائية الجبارة و المميزة وأن تكون إنطلاقة تدشينها أو تبنيها من مسرح أرض الحضارات الذي هو محضن وملتقى لكل الاحسائين .
كما صرحت ” نحن نستعد لاطلاق فعاليات عيد الاضحى المبارك وهدفنا هو إدخال البهجة و الفرح على أهالي الاحساء خاصة و دول الخليج عامة و ستكون واعدة باذن الله تعالى كما عودناكم ” .