
على هامش فعالية ” جادة الفنون ” بحديقة قصر محيرس التاريخي بمدينة المبرز والتي نظمتها جمعية الثقافة والفنون بالأحساء ، إلتقت “ الإخبارية مباشر ” بالفنانة التشكيلية فاطمة العلي فكان هذا الحوار الذي سلط الضوء على علاقة تخصصها في علم النفس بالرسم والرسالة الهادفة التي تريد إيصالها عبر رسماتها لإيصال صوت الوجع الإنساني إلى المجتمع .. نص الحوار :
– لمحة عن شخصكم الكريم ؟
– فاطمة عبد المجيد العلي ماجستير استشارات صحة نفسية وإعادة تأهيل من أمريكا أعمل في مستشفى الموسى التخصصي في الأحساء كمعالج نفسي.
– نبدة عن هواية الرسم لديك ؟ ومن الذي أخذ بيدك في هذا المجال ؟
الرسم بالنسبة لي ليس هواية لكنه هوية, تلك الهوية تشكلت منذ مراحل طفولتي المبكرة. لا أتذكر كيف بدأ شغفي وكيف ولد هذ الميل لكنه منذ ولادته التصق بي وتجذر وأصبحت نفحته تسري في أركان كياني وعلى امتداد هذا العمر. ووالدي كانا يسقيان تلك الجذور كلما قدَّما الاهتمام بتلك الطفلة وكلما غذاها بالعناق والحب.
– ماهي رسالتك من الرسم ؟
رسالتي متغيرة تختلف باختلاف الحالة التي تتملكني والمشاعر التي تستحوذ علي أثناء رسم اللوحة, بشكل عام يجب أن يحمل كل عمل فني قضية وإلا أصبح تفاهة تضاف لقائمة تفاهات هذ ا العصر. أميل غالبا لرسم مواضيع مهمشة ومناقشة حقوق منسية أو قضايا وجودية.
– كم رسمة ترسمين خلال العام ؟ ولماذا ؟
تختلف غزارة إنتاجي بين عام وآخر, فأنا قليلة الإنتاج بشكل عام لعدم تفرغي الكامل للرسم والتزامي بمسؤليات أخرى. ففي عام 2017م مثلا أنتجت سلسة مكونة من ثلاث لوحات. وتعتبر سنة 2017م من السنوات غزيرة الإنتاج بالنسبة لي, فلقد مررت بسنوات ركود كثيرة كان انتاجي الفني فيها صفر.
– مامدى تأثير مجال تخصصك كمستشارة في الصحة النفسية على رسماتك وعمقها ؟
لا يمكن فصل تلك العناصر التي تصب في قولبة الفرد لأن كل شيء يؤثر في كل شيء. يبدو تخصصي لأول وهلة بعيدا عن الفن التشكيلي ولكن العلاج النفسي يتطلب قدرة على اختراع وإبداع أساليب جديدة للتعاطي مع الحالة وهذا من صميم الفن أن تنسلخ وتتعاطى مع الخبرات بطرق جديدة.
– ماهي هواياتك الأخرى ؟
لدي هوايات متعددة كالتصميم والكتابة لكن القراءة كانت ولا تزال السراج الالهي الذي استسغي منه تعاليم هذا الكون و الذي يغلف نسيج روحي بهالة ملائكية عصية التشويه.
– ماهي المجالات التي تحبين القراءة فيها عادة ؟
أقرا لكتاب متطرفين يتعاطون مع الكتابة كمادة للنجاة ، وأميل للكتب التي تناقش قضايا الإنسان والوجود والتي تثير زوبعة من الشك والتساؤل وتعيد صياغة مسلماتي النهائية.
– ماذا تكتبين ؟
أكتب أحيانا تجاربي الذاتية التي تنبع من عمق أناي الفردية والتي تعبر عن رؤيتي لصورة هذا الوجود. أحاول أن أعيش مغامرة الكتابة بشكل كامل وأسمح لحالة الوحي أن تنتشر وتتوسع في أعماق هذا الجسد.
– لماذا اخترت دراسة علم النفس ؟ وهل تشجعين على التخصص فيه ؟
اخترته لأنه شغفي ، وأشجع أي شخص أن يطارد أحلامه ويؤمن بشغفه فالشغف لا يُدرك بالعقل ولكن بالايمان.
– ما هي نظرتك للعمل التطوعي ؟
أقدر كل عمل يشجع روح المبادرة ويخلق بيئة تسامح وعطاء ويزود الأفراد بالفرص الجديدة للعب أدوار إضافية أو احتلال مساحات للمشاركة الوجدانية. والعمل التطوعي يضيف الكثير لوعاء المحدودية الفكرية ليجعل الفرد متسع المدارك متنوع الخبرات وهو جزء جوهري من نسيج هذا الدين.
– كيف تقيمين مشاركتك في فعالية ” جادة الفنون ” في حديقة قصر محيرس التاريخي ؟
فعالية ” جادة الفنون ” في حديقة قصر محيرس كانت وسيلة وممر للوصول للغاية الكبرى وهي السمو بالفن التشكيلي في المنطقة. وكانت مشاركتي فريدة لأنها الأولى على مستوى المنطقة. لم يكن اسمي معروف بسبب عدم ظهوري الكبير في الساحة الفنية فكانت فرصة جميلة لمشاركة أعمالي مع هذا الجمهور الداعم، كما التقيت في تلك المناسبة بأسماء عريقة شكلت تاريخ الفن في الأحساء من أهمها الأستاذة الفاضلة سلمى الشيخ وهي صاحبة الفضل بهذه المبادرة الغير مسبوقة في تاريخ الأحساء.