تُعد محافظة الأحساء من المُحافظات التي سجلت إنجازات قياسية مُتتالية في فترات زمنية ، حيث أن في عام ٢٠١٥م حصدت الأحساء عضوية بشبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية التي تزخر بها الأحساء ، وفي عام ٢٠١٦ م تم إنشاء جسر " بمشروع تقاطع طريق الملك فهد عن طريق الديوان تجاوزت نسبة إنجازه ٨٠٪ في فترة وجيزة ، تم إدراج واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي في الاجتماع الذي عقدته لجنة اختيار مواقع التراث العالمي في منظمة التربية والعلم والثقافة ( اليونسكو ) التابعة للأمم المتحدة في العاصمة البحرينية المنامة يوم الجمعة ٢٩ / يونيو / ٢٠١٨م ، يأتي القفزة في عام ٢٠١٩م باختيار الأحساء عاصمة السياحة العالمية ، لاستيفائها كافة الشروط المرجعية التي أعدتها المنظمة العربية للسياحة ، وها نحن في عام ٢٠٢٠م تُسجل واحة الأحساء في موسوعة غينيتس كونها أكبر واحة نخيل بالعالم .
وفي مضمار رؤية المملكة٢٠٣٠ تمضي واحة الأحساء قدمًا في تنفيذ أجندة الإصلاح، والتجديد الاقتصادي، والبيئي والتمكين التي وضعتها المملكة العربية السعودية على ضوء قيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، حيث أن حكومة خادم الحومين الشريفين تُخطط لأن تكون المملكة محط أنظار السُّياح من جميع أقطار العالم، وتطمح للمساهمة الاقتصادية ودعم المشاريع الحيوية، وغيرها من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق رؤية ٢٠٣٠م.
في ظل الإنجازات المتتالية وتحقيق اهداف التنمية المُستدامة لرؤية المملكة ٢٠٣٠ م، يأتي دور البيئة في تفعيل مبادرات وفعاليات في جعل محافظة الأحساء تُزهر بالتنمية النباتية، حيث أن أحد استراتيجيات وزارة البيئة والمياه والزراعة، من تنمية الغطاء النباتي الطبيعي ومكافحة التصحر، وتعزيز القدرة الوطنية على التكيف مع التغير المناخي، و رفع الوعي البيئي ، وتعزيز دور الجمعيات والعمل التطوعي.
من هذا المُنطلق أقامت وزارة البيئة والمياه والزراعة مبادرة # لنجعلهاــ خضراء، لغرس الشتلات في جميع أنحاء المملكة منها محافظة الأحساء، تحت صوتٍ واحد، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي، والأفرقة التطوعية لمساهمتهم في جعل بيئتهم خضراء، لبث روح الإنتماء لهذه الواحة الجميلة.
في موقفٍ جميل ذكر أحد مُمثلي الفرق التطوعية أننا سُعداء بهذه الأرض الطيبة، ونفخر لكوننا عضو مُشارك في زرع أراضيها، وسقيها، حيث أننا مسؤولون عن كوننا جزء لا يتجزأ للمساهمة في إنماء، وإحياء الجزء الميت من أراضيها.
يقول الشاعر الشيخ محمد بن عبدالله الملحم ( رحمة الله عليه ) :
إن الحسا درةٌ في الأرض خالدةً
تخطيطها خيّرَ الأعجام والعِرِبا
تسير بين الثرى أنهارها غَدَقا
ومرة تركب الأنجاد والهضبا
لطالما تميز الإحسائيون بحبهم للإبداع، والحرف اليدوية، والزراعة، والطيب، كما تميزت المحافظة بانطلاق اعداد كبيرة من الأفرقة التطوعية التي تُقدم الأفضل في الرُّقي، والتطور.
سحر مُحافظة الأحساء لطالما ذاع بين ارجاء العالم، فهي عاصمة التُّراث والنخيل التي تأسر القلوب برائحة مزارعها، وتُفاجئ الزوار برونق طبيعتها، كثرت القوافي والكلمات العذبة بواحة النخيل عندما يقول أحد شُعرائها: «دائمًا ما تبدو لي الأحساء في حالة من الخشوع واقفة في حَرَمِ الجذور تمارسُ طقوسَ الحُلْمِ بالعودة إلى الحقل، وتنتظر عودة الفلاَّحين الذين ترتفع قاماتُهم بطول الأشجار.. وتمتدُّ أذرعتهم بطول أذرعة الينابيع.. وتعبق أنفاسهم برائحة العشب والندى والمطر. أمَّا أنا فلا بدُّ أن أعترف أنَّني حينما أكتب عن الأحساء، لا أستطيع الانفلات من أحاسيسي القرويَّة، فالأحساء بالنسبة لي ليست سوى سربٍ من القُرى مسافرٍ باتجاه المدنيَّة وآمَلُ له ألاَّ يَصِلَ أبدا "
"لنُحييها جميعاً، ولنجعلها خضراء "